أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء، أن الهجمات على مستشفيات في حلب بشمال سوريا تشكل «جريمة حرب»، وشدد على وجوب التحرك ومحاسبة المسؤولين عما يحصل. وقال بان كي مون امام اجتماع سفراء الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن: إن الأمر أسوأ من مسلخ، لافتا الى أن من يستخدمون اسلحة تخلف دمارا اكثر فاكثر يعلمون تحديدا ماذا يفعلون: انهم يرتكبون جرائم حرب. من جهتها، هددت واشنطن، موسكو، الأربعاء، بتعليق التعاون معها حول سوريا فيما ندد الأمين العام للامم المتحدة بتعرض اثنين من المستشفيات الرئيسية في الجزء الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة في حلب للقصف مشيرا الى «جرائم حرب». وخلال محادثة هاتفية جديدة، ابلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن الولاياتالمتحدة تستعد لتعليق التزامها الثنائي مع روسيا حول سوريا، وخصوصا اقامة مركز مشترك للتنسيق العسكري بحسب ما ينص عليه الاتفاق الموقع في جنيف في التاسع من سبتمبر قبل ان ينهار بعد عشرة ايام. وعلى الجانب الفرنسي، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو أمس الأربعاء: إنه يعمل لطرح قرار على مجلس الأمن الدولي لفرض وقف إطلاق النار في حلب السورية، وإن أي دولة ستعارض هذا القرار ستعد متواطئة في ارتكاب جرائم حرب. وفي كلمة أمام نواب البرلمان اتهم مارك أيرو، الأسد المدعوم من روسيا وإيران بشن «حرب شاملة» على الشعب، وهو الأمر الذي قالت باريس إنها لن تقف ساكنة أمامه. مجازر حلب مستمرة قتل نحو 40 شخصا وجرح آخرون، أمس الأربعاء في تجدد قصف نظام الأسد بدعم روسي على أحياء حلب الشرقية (شمال سوريا)، لليوم العاشر على التوالي وضاعف حجم مأساة المدينة أنها ترافقت مع إلقاء طائرات النظام المروحية، براميل متفجرة على مناطق المدنيين، متزامنة مع محاولات قوات النظام مدعومة بميليشيات إيرانية التقدم على الأرض إلى أماكن سيطرة المعارضة في المدينة. وتواصلت المجازر الرهيبة التي يرتكبها النظام في ثاني أكبر المدن السورية بحق المدنيين العزل، واستمر حصد أرواح الأبرياء دون شفقة، وأغارت طائرات النظام وحليفه الروسي بشكل متواصل، على أكبر مستشفيين في شرق المدينة. وأكد رئيس «الخوذ البيضاء» رائد الصالح، لوكالة فرانس برس خلال جولة في نيويوركوواشنطن لإطلاع الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة على مصير المتطوعين في «الدفاع المدني السوري»، المنظمة الإنسانية التي تشارك في عمليات الإنقاذ في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، أنه أحصى «1700 غارة جوية» شنها الطيران السوري والروسي أوقعت «حوالي ألف قتيل وجريح» منذ انتهاء الهدنة. وقصف طيران الأسد وحليفه الروسي أكبر مستشفيين في المنطقة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في شرق حلب فجر أمس الأربعاء بضربات جوية، ما أدى إلى توقفهما عن العمل مؤقتا، كما أعلنت منظمة طبية غير حكومية التي تدير هذين المركزين. وقال أدهم سحلول من الجمعية الطبية السورية الأمريكية التي يوجد مقرها في الولاياتالمتحدة لوكالة فرانس برس: «وقع الهجوم عند الساعة الرابعة صباحا عندما استهدفت طائرة عسكرية المستشفيين بشكل مباشر». وتابع: إنه «لم يبق (في شرق حلب) سوى ستة مستشفيات تعمل بعد توقف هذين المستشفيين عن العمل». وقال سكان: إن مركزا لتوزيع الخبز ومستشفى أصيبا في قصف لشرق المدينة في الساعات الأولى من صباح أمس فيما تواصل قوات النظام حملتها المدعومة من روسيا للسيطرة على المدينة بأكملها. ورفضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، دخول مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، وذلك عقب استهداف طائرات جيش النظام لطريق كان من المقرر أن تسلكه 36 شاحنة، محملة بمواد غذائية وطبية، مقدمة من الأممالمتحدة، ومصحوبة بوفد من الهلال الأحمر السوري، حسب مصادر المعارضة. كما جرح عشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، عقب إلقاء طائرات النظام المروحية براميل متفجرة على حيي المشهد والقاطرجي، ترافق مع غارات بالصواريخ لطائرات حربية روسية، لم تسفر عن إصابات. من ناحيته، أدان بابا الفاتيكان فرنسيس أمس الأربعاء في روما تصاعد أعمال العنف في سوريا ودعا المسؤولين عنها إلى «مراجعة ضمائرهم». النظام استخدم الكيمياوي وفي السياق نفسه، ذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها نيويورك في بيان أمس الأربعاء أن قوات النظام وإرهابيي داعش نفذوا هجمات كيماوية جديدة في حلب وحولها في أغسطس وسبتمبر. وأضافت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان: إن ضاحيتي السكري والزبدية الواقعتين في شرق حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة تعرضتا في السادس من سبتمبر والعاشر من أغسطس على التوالي لقصف بقنابل برميلية تحتوي على كيماويات سامة من قبل النظام. وقالت المنظمة: إن خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال قتلوا وأصيب العشرات. وتابعت هيومان رايتس ووتش: إنه في حين أن تحديد ماهية المادة الكيماوية المزعوم استخدامها في هجمات حلب صعب بدون اختبار معملي، «فإن العلامات والأعراض التي يبلغ عنها الضحايا وأعضاء الأطقم الطبية تشير إلى أن القوات الحكومية ربما تكون تستخدم الكلور». من جهة أخرى، نفى رئيس الوفد المفاوض عن المعارضة السورية العميد أسعد الزعبي لقناة «الحدث» تلقي مقاتلي المعارضة أي صواريخ جديدة. وقال: إن إعلام النظام السوري يروج لتلقي المعارضة صواريخ غراد، موضحا أن صواريخ غراد التي يمتلكها مقاتلو المعارضة اغتنموها من النظام. وأضاف أن النظام يحاول التغطية على الجرائم التي يرتكبها في حلب. وكان العقيد فارس البيوش القيادي بالمعارضة السورية قال ل«رويترز»، الأربعاء: إن دولاً أجنبية زودت مقاتلي المعارضة براجمات جراد يصل مداها إلى 22 و40 كيلومترا، فيما أشار إلى أنه لا يوجد مؤشر على أن مقاتلي المعارضة سيحصلون على أسلحة مضادة للطائرات كما طلبوا. في الأثناء عقدت المعارضة «منصة مؤتمر القاهرة» مؤتمرا صحافيا في القاهرة، مساء أمس، والذي أكدت فيه على لسان الفنان المعارض جمال سليمان أن من الصعب الحصول على أي تقدم في الشأن السوري دون توافق روسي أمريكي، وهو ما ذهب إليه عضو المنصة جهاد مقدسي؛ بقوله: نأمل في إنعاش الاتفاق الأمريكي الروسي، مشيرا إلى أن العودة للمفاوضات وفق القرارات الدولية هي المخرج للأزمة. وطالب مقدسي بانتقال سياسي حقيقي، موضحا عدم وجود تعارض بينهم والهيئة العليا للتفاوض. وحذرت المعارضة السورية من ارتكاب النظام إبادة جماعية في حلب، مع تواصل غارات النظام وروسيا على مختلف احياء المدينة. وتتعرض المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في حلب لقصف عنيف منذ انهيار وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، مما أثار مخاوف دولية بشأن محنة سكان المنطقة البالغ عددهم 250 ألف شخص.