«ما حولك أحد» بهذه العبارة القصيرة والموجزة، العميقة في معناها ومدلولاتها، اختصر مسن سبعيني يعاني من ألم حاد فيما تبقى له من أسنان، حال مستشفى ظهران الجنوب العام، وما يعانيه من نقص حاد في عيادة طب الأسنان سواء في الإمكانات البشرية والفنية أو في التجهيزات. رسالة السبعيني التي أرسلها لنا خلال جولة «الوطن» في المستشفى العام، أيدها عشرات المرضى والمراجعين ممن التقت بهم «الوطن»، حيث أجمعوا على سوء الخدمات الصحية والطبية في عيادات طب الأسنان حيث لا يوجد سوى طبيب واحد فقط، يخدم محافظة كاملة يزيد تعداد سكانها على 80 ألف نسمة، مما جعلهم يلجؤون إلى المستشفيات الخاصة، داخل المحافظة وخارجها، وبالتالي استمرار معاناتهم من خلال حجز مواعيد تستمر لعدة أشهر، ناهيك عن تحملهم لمبالغ باهظة في سبيل الحصول على حلم العلاج أو حتى مسكن لآلامهم الجسدية والنفسية. مستشفى منسي عضو مجلس الأهالي محمد بن علي الوادعي، أكد ل«الوطن» رفع شكوى جماعية للجهات المختصة، للنظر في الحال الذي وصلت إليه عيادات الأسنان في مستشفى ظهران الجنوب وفي المراكز الصحية في مختلف أنحاء المحافظة. وقال «ليس مقبولا أن تظل محافظة كاملة يراجع مرضاها طبيب واحد فقط، لا يستقبل سوى 3 مرضى في اليوم الواحد في حال حضوره وانتظامه، فيما مرضى الأسنان تعدادهم يتجاوز المئات من مختلف الشرائح». وأضاف الوادعي أنه سبق ومعه مجموعة من الأهالي أن قابلوا المسؤولين في وزارة الصحة وفي صحة عسير، وتمت مناقشة مشكلة النقص الحاد في طب الأسنان في أهم محافظات المنطقة، ولكن لم يأخذوا منهم سوى الوعود. وطالب الوادعي المدير العام للشؤون الصحية بعسير زيارة مستشفى ظهران الجنوب العام والاطلاع عن معاناة الأهالي من خلال الالتقاء بالمرضى والمراجعين، الذين ضحوا خلال المرحلة الماضية في سبيل تسخير المستشفى للمصابين من أبطال الحد الجنوبي، ولكن مع وجود المستشفيات العسكرية الميدانية، لم يعد هناك أسباب لبقاء بعض الأطباء والمستشارين دون عيادات، أو مرضى يخلصونهم من آلامهم. هجرة عكسية أبدى أمين مجلس الأهالي عوض آل خزيم، تخوفه من الهجرة العكسية لأهالي محافظة ظهران الجنوب، الذين فضل المئات منهم الهجرة إلى المحافظات المجاورة، في خميس مشيط وأبها في سبيل الحصول على خدمات علاجية وطبية في ظل افتقاد مستشفى المحافظة اليتيم للخدمات الصحية خاصة عيادات الأسنان المغلقة منذ سنوات وافتقارها للأطباء والممرضين والتجهيزات. وقال آل خزيم: إن غياب وزارة الصحة عن تجهيز المستشفى فيما يحتاجه من عيادات أسنان أجبر المرضى إلى اللجوء إلى المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة، وتحملهم للمصاريف التي تفوق طاقتهم، واضطرارهم إلى المصارف البنكية للحصول على قروض في سبيل الحصول على خدمات علاجية لتخفيف آلام الأسنان لديهم. 6 عيادات المتحدث الرسمي في المديرية العامة للصحة بمنطقة عسير سعيد النقير قال ل«الوطن» في رده على مطالب الأهالي: قطاع ظهران الجنوب من القطاعات التي تقدم بها خدمات طب الأسنان كبقية القطاعات الصحية ويوجد بالمحافظة 6 عيادات أسنان بمراكز الرعاية الأولية يعمل بها 3 أطباء بالإضافة إلى عيادة أسنان بالمستشفى ويعمل به طبيب أسنان دائم، إلا أنه حاليا يتمتع بإجازته السنوية. وقال القطاع الصحي يعتمد على نظام التغطية فيما بين المراكز الصحية في حال النقص أو الإجازات وسيتم مستقبلا توجيه أطباء ثابتين من التعيينات والتعاقدات الجديدة للمراكز التي ليس بها أطباء ثابتين، حيث تعمل إدارة طب الأسنان بالمديرية على تغطية كافة محافظات المنطقة ومن ذلك محافظة ظهران الجنوب بأطباء أسنان على الرغم من ندرة هذا التخصص.