حمل عدد من أهالي محافظة ظهران الجنوب وزارة الصحة المسؤولية الكاملة عما يعانونه على مدار الساعة من افتقادهم إلى العلاج في مستشفى المحافظة الوحيد بعد إغلاق جميع عياداته أمام المرضى والمراجعين. وأجمع وفد الأهالي الذين استطاعوا مقابلة نائب وزير الصحة للشؤون الصحية حمد الضويلع، خلال جولته صباح أول من أمس في جنبات وأقسام المستشفى المزدحم بأطقم الأطباء والفنين والإداريين، على أن الوضع خطير ولا يطاق، وأن الإقدام على نقل أو إغلاق عيادات المستشفى خطوة غير مدروسة، ونتائجها السيئة سيدفعها قاطنو المحافظة الذين أثبتوا صمودهم رغم ظروف الحرب التي تدور على الحدود مع ميليشيات الحوثي الانقلابية وحليفها المخلوع صالح. وأوضح محمد علي الوادعي للضويلع ضرورة إعادة فتح جميع العيادات قائلا: "قرار الوزارة متسرع وغير مدروس في إغلاق المستشفى فيما أقسامه يوجد بها العشرات من الاستشاريين والفنيين من مختلف التخصصات الطبية بدعم من وزارة الدفاع تحسبا لأي طارئ". وأضاف "كيف للمواطنين أن يبقوا في مقار سكنهم وهم يفتقدون إلى أهم خدمة تمس حياتهم وهي الصحة، وكيف لهم أن يبقوا في منازلهم وهم في حالة سفر وترحال دائم بين مستشفيات منطقتي عسير ونجران الخاصة والحكومية بحثا عن العلاج؟". وأكد عضو مجلس الأهالي عوض محمد خزيم عزمهم على رفع مظلمتهم إلى جهات عليا، مبينا أن المستشفى لم يوجد إلا لخدمة المواطنين. واقترح ابن خزيم توزيع العيادات التي تم نقلها خارج المدينة على المستوصفات الحكومية المنتشرة في أنحاء المحافظة، لأنها مؤهلة لاستيعاب تلك العيادات تقنيا وطبيا. وأشار عبدالرحمن أحمد إلى أنه اضطر إلى السكن في مدينة أبها ليتسنى له المراجعة بطفلته المريضة في إحدى العيادات الخاصة، موضحا أنه سبق أن راجع مستشفى ظهران الجنوب وعددا من المستوصفات الحكومية، ولم يجد لديهم سوى ورقة تحويل إلى مستشفى سراة عبيدة "80 كلم شمالا" وعند وصوله إلى هناك وجد زحاما كبيرا وضغطا لم يستطع في ظل تلك الظروف الدخول على الطبيب، فكان خياره الوحيد المستشفيات الخاصة. نائب الوزير حمد الضويلع أكد لوفد الأهالي حرصه على حل مشكلة إغلاق عيادات المستشفى، مشيرا إلى أنه سيبحث سبل حلها مع مدير الشؤون الصحية بمنطقة عسير. "الوطن" خاطبت المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني، كما تم الاتصال على جواله الخاص للتعليق على خبر إعادة فتح العيادات أمام المرضى والمراجعين إلا أنه لم يرد. من جهة أخرى، اطلعت "الوطن" على خطاب رفعه محافظ ظهران الجنوب محمد القرقاح إلى أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، يتضمن أهمية بقاء عيادات المستشفى في مقرها الحالي وفتحها أمام المرضى والمراجعين، وكذلك إعادة تشغيل وحدة الكلى. ووفق مصدر طبي بالمستشفى فقد صدرت توجيهات وزارة الصحة بإعادة تشغيل وحدة الكلى تجاوبا مع خطاب محافظ ظهران الجنوب، كما علمت "الوطن" من مصادرها بقرب إعادة فتح جميع العيادات بعد قرار إغلاقها.