1. وهن العلاقة مع الغرب بعد محاولة الانقلاب 2. احتمالية تفكك الاتحاد الأوروبي 3. تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا 4. بروز حالات العداء للمسلمين 5. هيمنة اليمين المتطرف على المشهد العام 6. كون تركيا نقطة ارتكاز لنقل الطاقة 7. اشتراط الخروج من الناتو للانضمام إلى خماسية شنغهاي
قال تقرير أعدته الباحثة الروسية ياكاترينا شولكوفسكايا في موقع "المونيتور" لتحليل السياسات، إن هنالك عدة دوافع ومغريات، يمكن أن تدفع تركيا للتفكير في الخروج من حلف شمال الأطلسي "الناتو" وترك المفاوضات الطويلة للانضمام إلى دول الاتحاد الأوروبي. وأكد التقرير أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لنظيره الروسي بوتين في عام 2013، بإمكانية التخلي عن الاتحاد الأوروبي والانضمام إلى منظمة تعاون شنغهاي، كانت مثارا للسخرية عند الأوروبيين، وأنها جاءت بسبب تعنتهم تجاه المفاوضات التركية بالانضمام إلى الاتحاد، إلا أنها كانت بمثابة رسالة تركية تفيد بعدم اهتمامهم بالاتحاد وأنهم باتوا يملكون عدة خيارات أخرى بديلة. ونقلت الباحثة تصريحات إردوغان في نوفمبر الماضي، والتي كرر فيها عدم ممانعة بلاده الانضمام إلى منظمة شنغهاي، واصفة إياها بأنها ليست مزحة هذه المرة، بدليل وجود عدة تغييرات حدثت منذ وقت تلك التصريحات. وأوضحت الباحثة أن من بين التحركات التي ظهرت على تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، هي ضعف العلاقة تجاه المجتمع الغربي، وأبرزهم الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يعد مصدر جذب للأتراك، باعتبار أنه يعاني من أزمات وانقسامات متعددة، أولها مسألة خروج بريطانيا، ومعضلة النازحين، وبروز ظاهرة العدائية للإسلام بعد هيمنة اليمين المتطرف على المشهد السياسي والاجتماعي في دول الاتحاد. كما أشار التقرير إلى أن تركيا عززت من علاقتها مع الجانب الروسي، واستغلت حالة الحرب الباردة التي تعيشها الأخيرة مع الغرب بسبب الأزمتين الأوكرانية والسورية. أبرز الإيجابيات فيما تحتضن منظمة شنغهاي أو ما يعرف ب"خماسية شنغهاي" كلا من روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان، والتي أنشئت عام 1996، بدأت تركيا محادثاتها في الانضمام إلى الاتفاقية في عام 2012، وجددت من تلميحاتها بالانضمام إليها في الآونة الأخيرة، في وقت رأى فيه مراقبون أن أكثر ما يميز هذه الاتفاقية هو مسألة عدم تدخل الدول الأعضاء فيها بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، إلى جانب أن السلطات التركية تسعى للاستفادة من المنافع الاقتصادية التي ستجنيها بعد الانضمام، حيث إنها تعتبر مرتكزا رئيسيا لنقل الطاقة الضرورية من مناطق أوراسيا إلى أوروبا، وبالتالي فإن دول منظمة شنغهاي يمكن أن توثق علاقتها مع تركيا، وتساعد في رفع مستوى التعاون معها في مجالات الطاقة، بدليل اختيار أنقرة لرئاسة نادي الطاقة التابع للمنظمة هذا العام، الأمر الذي يعد سابقة في تاريخ المنظمة بأن ترأس دولة خارج المنظمة أحد اجتماعاتها، في حين رآه محللون بأنه رسالة روسية لتركيا لدفعها إلى الانضمام مبكرا للمنظمة. التعزيز الأمني أشارت الباحثة إلى أن تحول تركيا إلى اتفاقيات دول شرق آسيا، يمكن أن يفيد كلا من روسياوتركيا في المجال الأمني، بحكم أن البلدين يواجهان حوادث إرهابية متكررة ويعانيان من التطرف، فيما يؤكد خبراء عسكريون أن تركيا لن تستطيع الانضمام إلى منظمة شنعهاي لو لم تتخل عن حلف شمال الأطلسي" الناتو"، حيث إن إنشاء مثل هذه المنظمة جاء لمواجهة العمليات الإرهابية المهددة للدول الأعضاء فيها، كما أن حلف الناتو يواجه مشاكل مع بعض الدول المنضمة إليه على غرار روسيا. وخلص التقرير إلى أن روسيا دائما ما كانت ترى منظمة شنغهاي على أنها ضرورة أمنية وسياسية أكثر منها اقتصادية، وهذا الشيء يمكن أن يقلل من أي فرصة تسعى إليها دول المنظمة للانضمام إلى حلف الناتو، إلا أن الرئيس إردوغان حينما زاره زعيم حزب الديمقراطيين في روسيا فلاديمير زيرينوفسكي مؤخرا، اخبره برغبة بلاده في الانضمام إلى منظمة شنغهاي وأن هنالك احتمالية أن تترك تركيا حلف الناتو، الأمر الذي يشير إلى وجود نوايا تركية حقيقية بالابتعاد عن الاتحاد الأوروبي.