أكد وزير الخارجية، عادل الجبير، دعم المملكة لرؤية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي تستهدف محاربة تنظيم داعش واحتواء إيران، بالإضافة إلى ما تعهد به ترمب فيما يخص تقوية العلاقات مع حلفاء بلاده التقليديين، مشيرا إلى أن العلاقات السعودية الأميركية عريقة، وأن الرياضوواشنطن لديهما تعاون دائم في الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية والاستثمارية. وقال الوزير الجبير في المؤتمر الصحفي الذي عقده بالرياض أمس، مع وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي، جان مارك آيرولت، إن غياب الدور الأميركي في العالم يخلق فراغاً ربما تملأه أصوات وصفها بالشريرة، مضيفاً "نتطلع لمستقبل أميركي إيجابي في العالم أجمع". وأشاد الجبير بالشخصيات القيادية التي اختارها الرئيس ترمب لما تمتلكه من خبرات وقدرات كبيرة، فضلا عن اهتمامهم بالعمل مع الحلفاء، وقال "نحن نتطلع للعمل مع جميع الزملاء في الإدارة الأميركية". الخلافات مع طهران حول سؤال عن تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، مؤخرا بأن خلاف طهران مع الرياض مبني على تدخلات المملكة في اليمن والبحرين، أوضح الوزير الجبير، أن ما وصفه الرئيس الإيراني بأنه تدخلات فقد تمت وفقا لما طلبته الحكومتان الشرعيتان للبحرين واليمن. وأضاف أن البحرين دولة حليفة وشقيقة وطلبت الدعم من السعودية وهذا واجبها، وأما في اليمن فالمملكة تعمل وفقا لقرار مجلس الأمن 2216 لإعادة الشرعية، وعملت كذلك على المبادرة الخليجية التي سعت لإخراج اليمن من الأزمة التي كان فيها، وتم البت فيما يسمى بالحوار الوطني اليمني، وتشكيل لجنة لوضع دستور يمني يعرض على الشعب للموافقة عليه، لكن تحرك الحوثيين من صعدة واحتلالهم لمناطق متفرقة في اليمن ومحاولتهم القضاء على الرئيس الشرعي، جعل المملكة تتدخل لحمايته، مشيرا إلى أن الحوثي يشكل خطرا على اليمن والسعودية. وقال الوزير الجبير "خلافنا مع إيران ليس بسبب ما ذكره الرئيس الإيراني لكن الخلافات بدأت في مستهل ثورة الخميني عام 1979، عندما تبنت إيران سياسة مذهبية، فضلا عن دعمها لتأسيس جماعات إرهابية في الشرق الأسط كحزب الله". وأضاف "هاجمت إيران البعثات الدبلوماسية لدول العالم، وكذلك ما تقوم به في سورية وهو يصنف على أنه جرائم حرب، كما أن تدخلاتها في العراق، وزرعها للخلايا الإرهابية في دول المنطقة ومنها السعودية، ودعمها للحوثي بالسلاح، ووجود عناصر من الحرس الثوري في العراق وسورية واليمن، كلها انتهاكات لا يمكن السكوت عليها". حسن الجوار أكد الوزير الجبير أن المملكة دائما تمد يد الصداقة لكل دول الجوار، وأنها حاولت بناء علاقات معها، ولكن إيران لم تتجاوب كما أنها لم تغير سياستها"، داعيا طهران إلى تبني أسلوب وسياسيات منطقية مبنية على حسن الجوار"، يمكن من خلالها إقامة علاقات أفضل معها، تعتمد على التعايش السلمي. وعن صحة وجود تعاون سعودي تركي في الملف السوري ومفاوضات أستانة، أوضح الجبير، أن المملكة تدعم أي جهود توقف إطلاق النار، وتوصل السوريين لوجود مجلس انتقالي للحكم، كما أن المباحثات بين الأطراف المقاتلة والنظام في أستانة من شأنها إيجاد آلية لوقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية ومن ثم التوجه إلى جنيف، والتنسيق بين السعودية وتركيا متين وقائم، وندعم أي جهود لإخراج سورية من المأساة التي تعيشها حاليا.
الشراكة الاقتصادية شدد الوزير الفرنسي على أهمية الشراكة الاقتصادية السعودية الفرنسية في الشرق الأوسط، مؤكدا أن 20% من صادرات بلاده تتجه إلى المملكة، مضيفاً "زرت مشروع مترو الرياض وتشارك فيه مجموعة صناعية فرنسية، كما أن رؤية المملكة 2030 سيكون لها مناسبة مطولة للحديث حولها". وأضاف: السعودية تريد تطوير وتنويع اقتصادها وبات لدينا رؤية عميقة ونحن مستعدون للتعاون على المستوى الاستراتيجي لبناء عالم متوازن. وحول ما تتداوله بعض وسائل الإعلام الفرنسية من انتقادات للمملكة واتهامها بدعم التطرف، قال آيرولت "وجودي في المملكة يعكس عدم إيمان الحكومة الفرنسية بهذا الأمر كون المملكة بلد يدعم مكافحة الإرهاب منذ زمن بعيد، مشيرا إلى أن السعودية تشارك في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب، وكذلك المؤسسات الدينية في المملكة تنتقد التطرف وهي بريئة منه، مؤكدا أن "المملكة تقوم بعمل كبير ضد الجنوح إلى التشدد". اتفاق وجهات النظر أوضح وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي، أن الوقت سيكشف كيف ستكون الحرب الأميركية على الإرهاب وكذلك كيفية تعامل حكومة الرئيس ترمب الجديدة مع الملف الفلسطيني الإسرائيلي، وكذلك فيما يتعلق بالقرارات الخاصة بالمناخ، إلى جانب ما ستكون عليه الحال فيما يتعلق بالعلاقات الأميركية الروسية والملف الأوكراني، بالإضافة إلى رؤية سياسة واشنطن للعلاقة التجارية الدولية. وفيما يتعلق بالعلاقات السعودية الفرنسية، أكد الوزيرالفرنسي أن بلاده تتشارك مع المملكة نفس الرؤية في العديد من الملفات لاسيما الملف السوري، موضحا أن بلاده تدعم جهود الأممالمتحدة فيما يتعلق بالملف اليمني، للتوصل إلى حل سياسي ينهي معاناة اليمن من الانقلابيين.