نوه وزير الخارجية عادل الجبير بعمق العلاقات السعودية - الفرنسية وتطابق وجهات النظر بين الجانبين في ما يتعلق بقضايا منطقة الشرق الأوسط. وأشاد في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت بعد لقائهما في مقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس أمس (الثلثاء) بنتائج زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا، الذي التقى خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء إيمانويل فالس، ووزير الدفاع جان ايف لودريان، ووزير الخارجية جان مارك إيرولت، وعدداً من المسؤولين والمفكرين ورجال الأعمال، والتي تهدف إلى الاستمرار في التشاور والتنسيق في المواقف بين البلدين، والنظر في تعزيز وتكثيف هذه العلاقات التاريخية الاستراتيجية المميزة بين البلدين. وأوضح الجبير خلال المؤتمر أن محادثات اللقاء كانت بناءة وإيجابية، وكان هناك تطابق في جميع المواضيع التي نوقشت، ومنها دفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام والأوضاع في لبنان وسورية والعراق واليمن وليبيا، والتصدي لتدخلات إيران في شؤون المنطقة ومواجهة الإرهاب، إضافة إلى الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وفرنسا، ومجالات الاستثمار بين البلدين، وتبادل وجهات النظر والتشاور والاستمرار في توحيد المواقف في ما يتعلق بقضايا المنطقة، مشيداً بمواقف فرنسا الداعمة للجهود التي تقوم بها المملكة في المنطقة للحفاظ على أمنها واستقرارها. وأكد موقف المملكة الثابت حيال سورية وقال: «هناك حلان في سورية لا ثالث لهما، وهما حل سياسي أو عسكري، وكلاهما يؤديان إلى إبعاد بشار الأسد، الذي قتل 400 ألف من الأبرياء، وتسبب في تشريد 12 مليوناً وتدمير بلد بالكامل، فلا مكان له في هذا البلد، وموقف المملكة ثابت وداعم للسوريين، ويهدف إلى إيجاد مستقبل جديد لبلادهم يحافظ على وحدة أراضيها ويعطي جميع فئات المجتمع حقوقها». وقال في رده على سؤال عن الفراغ السياسي في لبنان: «في لبنان هناك فراغ سياسي، وسببه حزب الله وبدعم من إيران، فكلاهما يرفضان أن يكون هناك توافق على إيجاد أو اختيار رئيس للجمهورية، لذا فاللوم ينصب على حزب الله، لأنه الجهة المعطلة لهذا الموضوع، والتي لا تهدف إلى مصلحة لبنان، ولكن تسعى إلى مصلحة إيران». وأضاف: «العالم أجمع على اطلاع بالدور السلبي الذي تلعبه إيران في المنطقة وأنها داعمة للإرهاب، وأسست ميليشيات طائفية من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في الدول العربية، والعالم يعلم بأن لدى إيران قوات في سورية والعراق تشارك في قتال طائفي وتهرب المتفجرات إلى دول الخليج العربي والأسلحة إلى اليمن، فإذا أرادت إيران أن تكون لها علاقات طبيعية مع دول المنطقة فيجب أن تحترم مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين وعدم تصدير الثورة». من جانبه، نوه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت بالعلاقات التي تربط بين المملكة وفرنسا في المجالات كافة، واصفاً إياها ب«الوطيدة». ونوه إيرولت بالدور الذي تقوم به المملكة في منطقة الشرق الأوسط للحفاظ على أمنه واستقراره، مؤكداً تطابق وجهات النظر في المواضيع التي تمت مناقشتها خلال اللقاء. وأشاد بنتائج زيارة ولي ولي العهد إلى فرنسا التي تهدف إلى تعزيز أوجه التعاون بين البلدين في ما يخدم الشعبين، وإيضاح رؤية المملكة 2030، وبرنامج التحول الوطني المنبثق منها، وما تشهده من تقدم في شتى المجالات. حضر اللقاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور خالد العنقري.