فيما واصلت قوات النظام السوري خرق اتفاق وقف النار المبرم بين تركيا وروسيا بقصف عدد من المناطق السورية، قتل 14 شخصا على الأقل أمس جراء تفجير سيارة مفخخة في مدينة جبلة ذات الغالبية العلوية على الساحل السوري، كما ألمحت مصادر روسية إلى إمكانية مشاركة ممثلين عن الإدارة الأميركية الجديدة في مفاوضات أستانا المزمع عقدها نهاية الشهر الجاري، بشأن إيجاد سبل لتسوية الأزمة السورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تفجيرا وقع بمدينة جنوب محافظة اللاذقية غرب البلاد، التي تتحدر منها عائلة بشار الأسد، مشيرا إلى أنه لم يتم التعرف على جميع القتلى وإذا ما كانوا من المدنيين أم بينهم عناصر من قوات النظام لوجود عدد كبير من الحواجز في المنطقة"، لافتا إلى فرض طوق أمني مشدد في المنطقة عقب التفجير. يأتي ذلك في وقت استهدفت قوات النظام بقصف مدفعي بلدة بسيمة بمنطقة وادي بردى في ريف دمشق الشمالي، كما قصفت تسع قرى بريف حلب الجنوبي، فيما انفجرت سيارة مفخخة في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي. وقالت المعارضة السورية المسلحة إنها صدت هجوما على وادي بردى نفذته قوات النظام ومعها مجموعات إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني. وأشارت شبكة شام إلى أن قوات النظام استهدفت للمرة الأولى منذ بدء حملتها الشرسة على وادي بردى بقذائف وصواريخ محملة بغاز الكلور السام المحرم دوليا قرية بسيمة، مما أدى إلى وقوع حالات اختناق بين الأهالي، ترافقت مع قصف بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ منذ الصباح الباكر. مشاركة رمزية قالت مصادر روسية، إن هناك حوارا نشطا بين كل من موسكو وأنقرة وبين واشنطن من أجل مشاركة الأخيرة ولو حتى رمزيا في المفاوضات المقرر عقدها بعاصمة كازاخستان والمتعلقة بالأزمة السورية، وذلك بهدف إعطاء دفعة للمفاوضات من جهة، وإكسابها المزيد من الشرعية الدولية. وفي الوقت الذي أعلنت فيه موسكو أن مفاوضات أستانا قد تبدأ في 28 يناير الحالي، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن هذه المفاوضات ستعقد في 23 من الشهر الحالي في أستانا، مشيرا إلى أن خبراء عسكريين أتراك وروس يناقشون الإعداد لتلك المفاوضات. وتتفق التصريحات الروسية والتركية على ضرورة البدء في مفاوضات أستانا، بعد يوم 20 يناير الحالي وتولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب السلطة رسميا في الولاياتالمتحدة. غير أن أوساطا دبلوماسية وسياسية روسية لا تزال تنصح بضرورة إجراء هذه المفاوضات قبل تولي ترمب مهامه الرسمية في البيت الأبيض. فشل المفاوضات شددت تقارير روسية على أنه في حال إجراء المفاوضات في كازاخستان في ظل انتهاك وقف إطلاق النار وعدم تنفيذ الخطوة المتعلقة بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في سورية، فإن الفشل سيكون حليفها، سواء من حيث عدم مشاركة المعارضة واقتصار المفاوضات على ممثلي نظام الأسد والمعارضة التابعة له، وغياب الأطراف الدولية الفاعلة، مما سيضع الأممالمتحدة في حرج شديد في حال مشاركة ممثليها في تلك المفاوضات. وعلى صعيد النشاطات الأخيرة لقوات التحالف الدولي في سورية، قال مصدر روسي إن نشاطات التحالف الدولي تعتبر رسالة مهمة إلى كل من موسكو وأنقرة بأن واشنطن موجودة وتقود التحالف الدولي. وذهب المصدر إلى أن تركيا تتعجل من جانبها البدء في مفاوضات أستانا خوفا من تقارب روسي – أميركي بعد وصول إدارة ترمب إلى البيت الأبيض، وهو ما يمكنه أن يعمل على تهميش الدور التركي نسبيا.