كشف موقع ديلي بيست الأميركي، أن عناصر تنظيم داعش قدّموا رشاوى مالية لضباط في جيش الأسد، مكَّنتهم من العودة إلى احتلال مدينة تدمر الأثرية التي يوجد فيها عشرات من عناصر الجيش الروسي، في وقت اتفقت روسيا وتركيا وإيران على ضمان التوصل إلى حل للأزمة السورية. شروط مقابل الرشوة غضّ الطرف عن تقدم المتطرفين الهرب من المدينة وتركها للمتشددين تسليم كميات من الأسلحة المتطورة فيما تمكّن نحو 50 إلى 200 مقاتل فقط من تنظيم داعش من إعادة سيطرتهم على مدينة تدمر، في وقت كانت فيه القوات الموالية للنظام السوري تركز اهتمامها على اجتياح أحياء حلب الشرقية. قال موقع "ديلي بيست" الأميركي إن العودة السريعة لعناصر التنظيم المتطرف إلى المشهد بعد فقدانه المدينة في السابق جاءت بعد رشوة دفعها التنظيم لقادة فاسدين من قوات الدفاع الوطني، وهي ميليشيا شكلتها إيران، غضت الطرف عندما بدأ الهجوم الخاطف على تدمر. ونسب التقرير إلى خالد الحمصي، وهو من أهالي تدمر، القول إن جميع أفراد القوة الروسية المنتشرة في المدينة انسحبوا منها قبل أيام قليلة من بدء الهجوم، وذلك بهدف إعادة الانتشار في حلب. هدية للتطرف وصف الموقع سقوط مدينة حلب السورية في يد قوات نظام بشار الأسد وحلفائه بأنه "هدية عظيمة" لتنظيم داعش، وقال في تحليل نشره أمس، إن سقوط حلب في يد قوات الأسد المدعومة من ميليشيات إيران، وتدعمها روسيا بغارات جوية كثيفة ليس مجرد "نصر مدوٍ" لنظام دمشق، بل هو فوز في ذات الوقت لتنظيم داعش، الذي شنّ هجوما مباغتا استعاد به مدينة تدمر الأثرية. ورأى الموقع أن سقوط حلب يدعم ادعاء سابقا للمتحدث السابق باسم التنظيم، محمد العدناني، قبيل مقتله بغارة أميركية، حينما رفض ما يروَّج له في أوساط السنة من أن التنظيم لم يجلب للمدن السنية سوى الدمار والخراب. وقال "لم يكن هذا الدمار قط من فعل التنظيم". ممارسات إجرامية نقل الموقع عن مجلة دير شبيجل الألمانية قولها إن سقوط حلب يأتي جراء ما وصفها بأعمال إجرامية قامت بها ميليشيات مذهبية مدعومة من إيران، مثل عناصر حزب الله وعدد من الفيالق الطائفية العراقية، بدعم وإشراف مباشر لقيادة قوات الحرس الثوري الإيراني، التي قامت أيضا بتجهيز وتشكيلة من المقاتلين القادمين من أفغانستان وباكستان ولبنان والعراق. وأشار التقرير التحليلي إلى أن بضعة آلاف من مسلحي تنظيم الدولة ما زالوا يتمسكون بمواقعهم في مدينة الموصل شمال العراق حيث "تعطلت العملية التي تقودها الولاياتالمتحدة والقوات العراقية لاستعادة المدينة وتكبدت خلالها نصف قوات النخبة العراقية الخاصة بمحاربة الإرهاب المسماة الفرقة الذهبية خسائر".