أعلنت الحكومة السورية، أمس، أن قواتها وصلت إلى مشارف مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص الشرقي في وسط البلاد، بعد معارك عنيفة ضد تنظيم «داعش». وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) هذه المعلومات التي توحي بأن المدينة قد تكون على شفا معركة وشيكة بين الطرفين. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية عن مصدر عسكري تأكيده أن القوات النظامية ومجموعات الدفاع الشعبية «أحكمت سيطرتها على السفوح الشمالية والغربية لجبل الطار شمال غربي قلعة تدمر وأطراف مثلث تدمر بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي داعش فيها». وأشار المصدر إلى أن ضربات جوية استهدفت أيضاً مواقع «داعش» في تدمر ومحيطها وأسفرت عن «تدمير خطوط إمداد» للتنظيم على طريق تدمر - السخنة في الريف الشرقي لحمص. وجاء إعلان الحكومة عن تقدم قواتها في جبل الطار بعد يوم من تأكيدها السيطرة «في شكل كامل» على جبل الهيال في الجهة الجنوبية الغربية لتدمر، ما يوحي بأن النظام يسعى إلى فرض طوق على المدينة قبل اقتحامها. وأكد المرصد السوري، سيطرة النظام على جبال الهيال ووصوله إلى «مشارف تدمر» حيث تدور «معارك عنيفة ... من الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية» للمدينة، مشيراً إلى «قصف مكثف لقوات النظام وغارات للطائرات الحربية» على مواقع «داعش» في تدمر ومحيطها. ورجّح المرصد أن طائرات حربية ومروحية روسية هي التي تنفّذ الضربات على تدمر التي سقطت في أيدي «داعش» في أيار (مايو) العام الماضي. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ل «فرانس برس» إن «معركة (تدمر) حاسمة لقوات النظام، كونها تفتح الطريق أمامها لاستعادة منطقة البادية وصولاً إلى الحدود السورية - العراقية شرقاً». وأوضح أنه في حال نجحت قوات النظام باستعادة تدمر «سيخسر التنظيم (داعش) تلقائياً منطقة البادية بين المدينة والحدود العراقية شرقاً أي مساحة تصل إلى 30 الف كيلومتر مربع». وفي شرق البلاد قال المرصد إن اشتباكات تدور بين قوات النظام وعناصر «داعش» في أحياء في مدينة دير الزور ترافقت مع سماع دوي انفجارات عنيفة يُعتقد بأنها ناجمة عن تنفيذ طائرات حربية غارات على مناطق سيطرة «داعش» في المدينة ومحيطها. وفي محافظة الحسكة في شمال شرقي البلاد أفيد بأن «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الأميركيين نفّذت حملة دهم واعتقالات في قرية تل أحمر جنوب الحسكة، طاولت مواطنين بتهمة انتماء أبنائهم إلى «داعش». ونقل المرصد عن ناشطين اتهامهم «قوات سورية الديموقراطية» باعتقال مواطنات وأطفال من أفراد عائلات المتهمين بالانتماء إلى التنظيم. وفي محافظة حلب (شمال)، أكد المرصد أن فصائل إسلامية استهدفت آلية ل «داعش» قرب قرية العزاتية بالريف الشمالي، ما أدى إلى إعطابها ومقتل عدد من عناصر التنظيم. لكنه أضاف أن الاشتباكات تواصلت بين الطرفين على محاور عدة في الريف الشمالي «وسط تقدم للتنظيم (داعش) واستعادته مناطق خسرها (أول من) أمس» وهي تل بطال والأحمدية. وفي محافظة حماة المجاورة (وسط)، استهدفت فصائل مقاتلة بصاروخ موجّه آلية لقوات النظام في قرية الصخر بريف حماة الشمالي، ما إدى إلى إعطابها، وفق المرصد. وفي حين سجّل المرصد 7 غارات لطائرات حربية على قرية بالا ومحيطها بالغوطة الشرقية لدمشق، أشار أيضاً إلى «اشتباكات عنيفة» دارت بين «حركة المثنى الإسلامية» من جهة والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في قرية الشيخ سعد بريف درعا (جنوب سورية)، إثر هجوم شنته الفصائل على القرية وسيطرتها على أجزاء منها. ويتهم معارضون «حركة المثنى» بدعم «لواء شهداء اليرموك» الموالي ل «داعش» والذي سيطر في الأيام الماضية على قرى في ريف درعا كانت سابقاً تحت سيطرة «الجيش الحر» و «جبهة النصرة». ويخوض معارضو «داعش» حالياً معارك لاستعادة القرى التي خسروها قرب الحدود مع الأردن.