لعنة الاستسلام مازالت تلاحقني على هيئة أشخاص في كل بيئة جديدة وفي كل مشوار جديد. دائمًا ما كنت اسأل نفسي ما الذي نفتقده في حياتنا، ما الذي يحد من إبداعنا ويحطم أحلامنا، ما السبب الرئيسي الذي يضعف طموحنا ويُردينا قتلا دون أحلام . لماذا شبابنا أصبح هش يموت لمجرد إتكاء بسيط، لماذا اتسع الفراغ في عقولنا وتآكلنا السواد وبُتنا نُجاهد هذه الحياة نستيقظ كل يوم حتى لا نموت دون أن نشعر حقيقة بحلول صبح جديد، وكأنه مجرد التزام نؤديه كي لا نوضع على الرف. الحقيقة أني لم أعِ السبب الرئيسي وراء هذا الضعف حتى صادفت الكثير ممن ولدوا مصابون بهوس الإنجاز في بيئة مستسلمه لا تمثلهم رفضوها وقرروا الانتصار عليها، ولكن ما حدث هو أنهم استنفذوا طاقتهم في محاولة التفوق على بيئتهم متناسين الهدف الرئيسي وهو تحقيق ذواتهم إلى أن أصابهم الاحباط وسقطوا رافعين راية بيضاء وسقطت أحلامهم تلاحقها الخيبات. يُرعبني الاستسلام وأخاف أن تخدشني لعنته لذلك دائمًا ما أبحث عن سبيل للإنجاز دائمًا أبحث عن طُرق جديدة للعيش، عن طُرق جديدة لكل شيء. حتى أُصبت بهوس الإنجاز، هوس العلو ما عاد يُرضيني التمركز في بقعة ثابتة من الأرض. تُحاربني هذه البيئة تستنفذ أقصى طاقتي تُحاول أن تنال مني تصفعني دائمًا عند كُل إخفاق لتبرهن أنها الأقوى وكأني في كل مرة أفشل في خطوة واحدة أعود للخلف لعشرات الخطوات حتى أصبح الإحباط جُزء كبير من إنجازاتي ورغم كُل مشقة هذا الطريق وبَهتان لونه لم ولن أستسلم يومًا فالكفاح لا يعني أن أظفر بنتائج، بل يكفيني علمي بأني سأصل مهما زادت المدة.