كانت جدتي تقول : " من لا يأتي معك يا ابنتي ... جاريه واذهبي أنتِ معه" !! فعلتها ولم أفلح يا جدتي ! حين اختلفت مع معلمتي ... صمتُّ وذهبت معها ؛ ولكنني تجرعت الضعف والظلم.. وحين اختلفت مع مديرتي ... صمتُّ وذهبت معها ؛ فشربت الإحباط والإهانة ! وحين اختلفت مع زوجي ... صمتُّ وذهبت معه ؛ فضيعت زهور شبابي وأحلام غدي.. بين الاستسلام والمجاراة ؛ وادٍ مهجور ؛ أدركتُه متأخرة ! . * نرجسية لستُ حزينة لأننا افترقنا ... أنا حزينة لأن روحك المسكينة حُرمت من رعايتي ؛ وفكرك المُشتت غادر ترتيب أفكاري؛ وعطرك لم يعد يجد مُستنشقاً انتقائيا يُنقذه من الرتابة كأنفي ! حزينة لأن أحداثك الخاصة بك صنعتك فأضعتني ... من الناس من تصنعهم أحداثهم!! أما أحداثي فلازلت أنسجها وحدي! . * ثأر دخل على القاضي يشتكي ظلم معلمه الذي كان يهينه ويضربه قبل عشرين عاماً..!! أصرّ على محاكمته والثأر منه ... الثأر لطفولته المعذبة في أروقة المدرسة المليئة بالرعب والقهر بسبب مُعلم .. !! الجميع اتهمه بالقسوة واللؤم ... الجميع أمسكوا برؤوسهم وقالوا بصوت واحد .. " يا له من حقود " !!! إلا أنا !! منحتُه سوط العفو وقلت له : " لن يرضيك أي حكم ؛ إلا أن تأخذ حقك بيدك .. أدمِ فؤاده كما أدمى بالقهر فؤادك ؛ وأرعبْ روحه كما أرعب بقسوته روحك، وأوجعْ جسده كما أوجع بالسياط جسدَك .. (العين بالعين) "!! كم شخصاً تحلّم برد ظلمه إليه ؟ للأسف أغلب أصابع الاتهام تتوجه نحو الأقارب !! نحتاج إلى قضاة اختصاصيين ؛ للثأر من ذوي القربى ...!! لأن ظلمهم أشد على النفس مرارة !.. * حب لا يهمني ذوبانك في عشقي بعيداً عني ... لا يعنيني نزفك في ساحة الوجد أمام عيني ..! الحب فعل ماضٍ وفعل حاضر ومستقبل وكل أمر الحب أن تسكُنني ؛ فلا تراني ! وتحتويني ؛ فلا تبحث عني ! تتوحدني ؛ فلا تحيا بدوني الحب أن ترتديني ؛ فلا تفتقدني ! . * هاجس مجالس مقفلة .. وأطباق مخزّنة .. وعطور مهجورة .. وملابس مرفوعة .. وكلمات منمقة محفوظة .. كلها تشترك في همّ واحد وهاجس لا ينضب ... (ماذا يقول الناس عنا؟؟) نعيش حياتنا كلها وفقاً لما يريده الآخرون ؛ وخوفاً مما يقوله الآخرون ؛ وتماشياً مع ما يريده الآخرون ... متى نتحرر من " نظام القطيع"؟ * نهاية كان يقف على بابه كل يوم ... ينتظر قدوم حلمه بنفسٍ مُتقدة بالطاقة والأمل جاهد سموم الصيف وعواصف الخريف وزمهرير الشتاء من أجل ذلك الحلم.. مضت مئات الأعوام لا زال ينتظر !! وحين وصل حلمه ... تأمله قليلاً ... ثم افترقا !! ثمة أحلام يُشوه الانتظار الطويل ملامحها ؛ ويفتت الزمن هويتها ؛ فترحل بلا أرض أو وطن أو عنوان..