يعد المزمار أحد الفنون الشعبية التراثية التي يختص بها الحجازيون، واقترنت لعبة المزمار بالأفراح والليالي الملاح عند أبناء مكةالمكرمة وباقي مناطق الحجاز، حيث يقصد بالمزمار في اللغة التغني بصوت حسن. وعرف المزمار لدى أهل الحجاز منذ زمن بعيد، حيث اشتهرت به مناطق الحجاز خصوصا مكة، المدينة، جدة، وينبع، ويعتبر من الموروثات الشعبية القديمة، ذات معانٍ رجولية كانت مستمدة من الحياة الاجتماعية لأهل الحجاز، ويلعب المزمار الرجال الكبار والشباب بحركات بدنية وإيقاع خاص من تحريك رجل ولف عصا باليد تتناسب وتتلاءم مع الإيقاعات المستخدمة معها. يبين العم عبد العزيز شعيب أن رقصة المزمار تكون على شكل صفين متقابلين، ويحملون في أيديهم العصا (الشون) وتمتد فيه الأيادي بالعصا في شكل جميل مع الإيقاعات السريعة، وتلتزم الرقصة بلباس محدد وهو الثوب والعمامة الحجازية (الألفي) البرتقالية اللون، ويوضع على الكتف المصنف اليماني أو الحلبي والحزام البقشة العريض على الوسط. وأبان العم شعيب أنه يصاحب لعب المزمار إيقاعات لآلات شعبية حجازية، مثل العلبة وهي مزهر جلدي بإطار خشبي كبير دائري يوقع عليه العازف بكلتا يديه وهو في وضع الجلوس، والمرد وهو دف كبير، وكذلك النقرزان وهي طبلة مجوفة من الصفيح تضرب بعصاتين رشيقتين، بالإضافة إلى الصدم وهو دف مستطيل الشكل، وتتكون عدة المزمار من علبة ونقرزان والطار والمرجف والمرد. ويشير العم عبد العزيز إلى أن العصا التي يديرونها بأيديهم طولها يبلغ مترا ويطلق عليها الشون، العود، المطرق، والعرق، وأجودها ما يكون من شجر الخرنوب واللوز، مبينا أن للمزمار قوانين يحترمها الجميع. وزاد، المزمار فن وتراث ورياضة وحماسة ورجولة وشهامة لا تكسر فيه ولا مجون وهو للتسلية ولإظهار الفرح والسرور.