تزخر المنطقة الغربية كغيرها من مناطق المملكة، بالفلكلور الشعبي الغني، والألعاب التراثية التي لاتزال تمارس حتى وقتنا الحالي، يأتي أبرزها لعبة المزمار التي يشارك في أدائها الكبار والصغار على اختلاف الأعمار. وأوضح طلال الغامدي أن لعبة المزمار تزاول بالعصي وأدواتها المرجف أو الدم (بضم الدال) والنقرزان، والقطاع، والمرواس، وجميعها أدوات إيقاعية إذ يقف على جانبي الفرقة الإيقاعية صفان متقابلان وهي من الفنون الشعبية، ويبقى من يريد اللعب واقفا في الحلقة وفي يد كل منهم عصا فإذا بدأ الإنشاد أو ما يسمي ب«الزومال» يكون نزول الراقصين بالعصا اثنين اثنين ويسمى الجوش ويقومون بالتلويح بالعصي بطريقة إبداعية تمتع الناظر مع حركة متوافقة مع الإيقاعات. وأفاد أن لون الخبيتي يؤديه عدد غير محدد ويرتدي الراقصون لهذا الفن الثوب الحربي أو الحويشي بألوانه الجميلة والشعبية واضعين عليه المسبت والحزام، وسط حضور جمع كبير من محبي هذه الفنون الشعبية الأصيلة في أجواء مليئة بالفرح. وعن بداية ممارسته رقصة المزمار قال الغامدي: «تعلمتها وأنا عمري لا يتجاوز العشر سنوات من والدي عندما كان يتوجه للأفراح والمناسبات، وكنت أشاهده وغيره من الشباب وكبار السن يؤدونها». من جانبهم، أوضح كل من محمد القرني وصالح الشهري أن رقصة المزمار تكثر في المناسبات الاجتماعية، لافتين إلى أن بعض المجمعات الترفيهية تقدمها أحيانا للمتسوقين والمتنزهين ليتعرفون على هذا الموروث الجميل الذي تشتهر به عروس البحر الأحمر جدة.