كرر المرشح اليميني للانتخابات الفرنسية، فرانسوا فيون، فوزه على أقطاب حزب الجمهوريين، وبعد أن نجح أوائل الأسبوع الماضي في هزيمة الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، نجح فجر أمس في إزاحة رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه عن السباق الرئاسي، وهزمه بنسبة كبيرة فاقت 66.5 % مقابل 33.5 % لجوبيه. ليصبح رسميا مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية التي ستجري في الربيع المقبل. وسارع المرشحان المهزومان، ساركوزي وجوبيه إلى تهنئة فيون، ودعيا مؤيديهما إلى الاصطفاف خلفه في الانتخابات المقبلة، وهو ما دعا فيون إلى القول إنه يبعث رسالة صداقة وتقدير واحترام لهما. ورغم إعلان فيون عزمه إلغاء 500 ألف وظيفة عمومية، لتوفير مبلغ 100 مليار يورو خلال خمس سنوات، إلا أن ذلك لم يمنع الناخبين من منحه أصواتهم، وهو ما عزاه مراقبون إلى الرغبة في تغليب عاملي الأمن والاقتصاد على اعتبارات التضامن مع اللاجئين، نظرا لتزايد الهجمات الإرهابية على فرنسا خلال الفترة الماضية. يشتهر فيون بآراء عنصرية ضد المسلمين، حيث قال في كتابه "هزيمة التوتاليتارية الإسلامية" إن الإسلام المتطرف ينخر صفوف شريحة من بين مسلمي فرنسا، معتبرا أنه يتناقض مع تاريخ فرنسا وقيمها، ومتعهدا بحلّ كل الجمعيات والمنظمات التي لها علاقة بالتيار السلفي، ولكن أيضا بجماعة الإخوان المسلمين. فور الإعلان عن نتائج انتخابات اليمين التمهيدية في دورتها الثانية بدأ إجراء استطلاعات رأي حول مرتبة كل مرشح في انتخابات الرئاسة، حيث تصدّر فيون الدورتين الأولى والثانية في استطلاعين منفصلين. وحتى الآن لم يعلن الرئيس فرانسوا هولاند ما إذا كان سيترشح لولاية جديدة أم لا، ويُتوقع أن يحدد ذلك خلال الأسبوعين المقبلين، فيما أعلن رئيس الوزراء مانويل فالس، استعداده لخوض معركة الرئاسة، وهو ما سيؤدي إلى زيادة تشتيت أصوات اليسار.