أسفرت الدورة الأولى للاقتراع لاختيار مرشح حزب الجمهوريين اليميني الفرنسي للرئاسة، عن تقدم مفاجئ لرئيس الحكومة السابق فرانسوا فيون وانتكاسة لنظيره آلان جوبيه وهزيمة نكراء للرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وتقدم فيون بمعدل كبير عن منافسيه حاصداً 44.2 في المئة من أصوات الناخبين الذي أقبلوا بكثافة لا سابق لها على المشاركة في الانتخابات وزاد عددهم على أربعة ملايين ناخب. وبرز فيون في الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية بعدما كانت الاستطلاعات وضعته في المرتبة الثالثة بعد جوبيه وساركوزي. لكن جوبيه حل ثانياً بحصوله على 28.4 في المئة من الأصوات، أي بفارق ملحوظ عن فيون، ما يعقد موقفه في الدورة الثانية الأحد المقبل، خصوصاً أن ساركوزي الذي حل في المرتبة الثالثة قرر تجيير أصواته التي بلغت 20 في المئة لفيون، على رغم توتر شاب علاقتهما على مدى سنوات. وقال ساركوزي الذي قرر اعتزال العمل السياسي، إنه يحترم جوبيه ولكنه أقرب إلى برنامج فيون السياسي. وأظهرت النتائج أن الناخبين الذين أبدوا درجة كبيرة من التعبئة، أرادوا أن يقلبوا نهائياً صفحة رئاسة ساركوزي، إضافة إلى رغبتهم بقلب صفحة العهد اليساري مجسداً بالرئيس فرنسوا هولاند، لذا فضلوا فيون (62 سنة) الأصغر سناً على جوبيه (71 سنة). ويعتبر فيون صاحب مشروع يميني محافظ وهو ملتزم على الصعيد الخارجي بحماية مسيحيي الشرق ولديه علاقة وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويعتزم إعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق وتفعيل قنوات الاتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد والتقارب مع إيران على حساب العلاقة مع الخليج، كما قال في تصريح له أخيراً. أما نتيجة جوبيه الضعيفة فسببها اعتداله الناجم من رغبته في تجميع صفوف اليمين المبعثرة وتحالفه مع الوسط برئاسة فرانسوا بايرو الذي كان له موقف مؤيد من هولاند خلال الانتخابات الرئاسية عام 2012. ومن المقرر أن يتواجه فيون وجوبيه الذي يعمل على إعادة صياغة حملته استعداداً للدورة الثانية، في مناظرة تلفزيونية يوم الخميس المقبل. على صعيد آخر، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أمس، أن الشرطة اعتقلت سبعة أشخاص في مطلع الأسبوع، وأحبطت هجوماً إرهابياً محتملاً. وأوضح الوزير أن المعتقلين السبعة من أصول فرنسية ومغربية وأفغانية تراوح أعمارهم بين 29 و37 سنة، اعتقل اثنان منهم في مرسيليا ومعظم المتبقين في مدينة ستراسبورغ شرق البلاد حيث من المقرر أن يُفتتح أحد أقدم أسواق عيد الميلاد وأكبرها هذا الأسبوع. وقال كازنوف إنه «بفضل جهود الإدارة العامة للأمن الداخلي نجحنا في منع هجوم إرهابي خُطط له منذ وقت طويل داخل أراضينا. لذلك هو عمل إرهابي آخر تم إحباطه». ولم يقدم تفاصيل عن هدف الهجوم. لكن مصدراً قريباً من التحقيق أبلغ وكالة «رويترز» أن ستراسبورغ لم تكن مُستهدفة. وقال رئيس بلدية ستراسبورغ إن المؤامرة كانت تركز على ما يبدو على «منطقة باريس». وأشار وزير الداخلية إلى عمليات دهم جرت في إطار تحقيق فتحته نيابة مكافحة الإرهاب منذ «أكثر من ثمانية أشهر»، ما «سمح بإفشال عمل إرهابي خطط له منذ فترة طويلة». وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن بلداً شريكاً أبلغ عن مغربي «لم يكن مقيماً في فرنسا»، وأتاح اعتقاله التعرف إلى الستة المتبقين.