كثرت التوقعات في الآونة الأخيرة حول التعيينات التي سيختارها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في إدارته الجديدة، في وقت سُلطت فيه الأضواء حول الشخصيات التي سترأس الأمن القومي والسياسة الخارجية، وهو مؤشر يدل على الفجوة القائمة بين ترامب والحزب الجمهوري. وأكد تقرير للباحثة والأستاذة المشاركة في العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن اليزابيث سوندرز، ونشر في موقع مجلس الشؤون الخارجية الأميركي، أن منصب وزير الخارجية يعد الأكثر أهمية من بين جميع المناصب، إذ إنه يمثل الوجه العام لسياسة الولاياتالمتحدة الخارجية، وقد يؤثر على سياستها الخارجية، التي ستكون عرضة للتغيير في عصر ترامب. ثقل حقيبة الخارجية أشار التقرير، إلى أن الأبحاث المتعددة تؤكد أن الرئيس المنتخب إذا فشل في اختيار اللاعبين الأساسيين في إدارته الجديدة، فإن ذلك قد تكون له عواقب وخيمة تتجاوز السياسة نفسها، بحيث يمكن أن ترسل إشارات للعالم الخارجي، وتؤثر على رأي الكونجرس والشعب، تجاه سياسة ترامب الخارجية، نافيا أن يكون تأثير مستشاري ترامب على السياسة الخارجية معلوما حتى الآن. ورجح التقرير، أن يميل ترامب إلى تعيين الشخصيات التي لها ثقل سياسي معين في حقيبة الخارجية، على غرار رئيس بلدية نيويورك السابق، رودي جولياني، والمرشح الجمهوري للرئاسة عام 2012 ميت رومني، وحاكم ولاية ساوث كارولينا نيكي هالي، والنائب تينيسي بوب كوركر، إلا أن تلك الأسماء لا تملك خبرات كافية في السياسة الخارجية، عدا كوركر، مشيرا إلى أن وزير الخارجية المقبل يجب أن يحمل في طياته ثقلا استراتيجيا لإصلاح وتحسين المفاوضات الخارجية، في وقت يأمل فيه الكثيرون من المهتمين بالسياسة الخارجية وقادة العالم، أن يكون اختيار ترامب لشخصية وزير الخارجية من الحزب الجمهوري، كفيل بتغيير الكثير من سياسات ترامب، التي من المؤكد أن تنعكس على حزبه الجمهوري. مراوغات ترامب ألمح التقرير إلى أن اختيار شخصية مؤثرة في حقيبة الخارجية، لا يعني بالضرورة أن يغير ترامب سياساته، ويمكنه تجاهل نصائح وتوجيهات وزير الخارجية والعمل بمفرده في صناعة قراراته، واتباع سياسة مركزية في البيت الأبيض، وهو نفس الأمر الذي حدث مع كولن باول، إبان حكم الرئيس جورج بوش الابن، لافتا إلى أن الرؤساء عديمي الخبرة، عادة ما يتجاهلون البحث عن رؤى ووجهات نظر أخرى. وأضاف التقرير "هناك مؤشرات على إمكانية تجاهل ترامب لوزير خارجيته، عقب اختياره الجنرال المتقاعد مايكل تي فلين، لمنصب مستشار الأمن القومي، وهو الرجل الذي تم انتقاده بشكل حاد بعد أن خرجت آراؤه وتصرفاته عن الحزب الجمهوري، إضافة إلى أن وجهات نظره دائما ما تتعارض مع الشخصيات الثقيلة في الحزب، وخصوصا في السياسة الخارجية". تأثير المستشارين بين التقرير، أنه علاوة على تأثير المستشارين في السياسة، إلا أنهم يلعبون دورا قويا في نقل أبجديات سياسة الإدارة للخارج، فالشعب مثلا يمكن أن يوافق على استخدام القوة العسكرية، عقب قرار الرئيس الذي استمده من مستشاريه، مشيرا إلى أنه إذا دعمت شخصية جمهورية مؤثرة مثل رومني سياسة ترامب، فإن الشعب والكونجرس سيتفقان معها بالتأكيد. وعقب التقرير بالقول "ينظر عادة إلى الإدارات الجمهورية كعدائية ومتشددة، بحيث أن ترامب قد يساعده الحصول على شخصية استشارية هادئة، مستشهدا باختيار إدارة جورج بوش الابن لكولن باول، الذي عرف عنه أنه كان من رافضي الغزو الأميركي للعراق، إلا أنه أصبح متحدثا رسميا للقضية بعد ذلك".