تُعَدُّ قدرة دونالد ترامب على تشكيل فريقٍ يُقنِع الأمريكيين بالوثوق في إدارته إحدى النقاط المجهولة. ولم يشغل الرئيس الأمريكي المنتخَب صباح الأربعاء الماضي أي منصبٍ سياسي من قبل، بل عمِلَ طوال حملته مع فريقٍ بعيدٍ عن النخب السياسية والحكومية الحالية. وتبرُز أسماءٌ عدَّة داعمةٌ وحليفةٌ له قد تتولَّى وظائف رفيعة. مبدئياً؛ سيكون حاكم نيوجيرسي، كريس كريستي (54 عاماً)، رئيس الفريق الانتقالي المكلَّف بالإعداد لتسلُّم ترامب السلطة في ال20 من يناير المقبل. لكن موقف كريستي قد يضعُف بعد إدانة اثنين من القريبين منه في ولايته بالتسبُّب في اختناقاتٍ هائلةٍ بحركة السير لمعاقبة رئيس بلدية يعد خصماً سياسياً. بيما يرِد اسم رودي جولياني (72 عاماً) بين المرشحين لمنصب وزير العدل، وقد شغل رئاسة بلدية نيويورك بين عامي 1994 و2001، وهو يعرِف الرئيس الجديد منذ عقود، وقدَّم له دعماً كبيراً وثابتاً بما في ذلك في أسوأ أوقات الحملة الانتخابية. وكان جولياني مدَّعياً فيدرالياً مكلَّفاً بمكافحة المافيا، واشتهر بنجاحه في خفض الإجرام بنيويورك. أما نيوت غينغريتش (73 عاماً)، وهو الرئيس السابق لمجلس النواب والشخصية المهمة في الحزب الجمهوري، فيُطرَح اسمه لمنصب وزير الخارجية. وشغل غينغريتش مقعداً في مجلس النواب بين عامي 1979 و1999، وهو ذكي جداً وغني بالأفكار ويعرف الجميع في واشنطن، لكنه يتمتع بشخصية حادة مثل ترامب. وفي بداية حملته؛ كشف ترامب عن رغبته في تعيين رجل المال، كارل إيكان (80 عاماً)، وزيراً للخزانة، لكن يبدو أنه سيعهد بهذا المنصب إلى ستيف منوشين الذي كان يعمل في الماضي بمجموعة «غولدمان ساكس» وقدَّم له الدعم. ولحقيبة التجارة؛ طُرِحَ اسم رئيس مجلس إدارة مجموعة الصناعات الحديدية «نيوكور»، دانيال ديميكو. وطُرِح الاسم نفسه لمنصب ممثِّل التجارة المكلَّف بالتفاوض حول الاتفاقات التجارية الدولية. وهذا المنصب حيوي بسبب نوايا الرئيس الجديد في هذا المجال، علماً بأن أستاذ الاقتصاد، بيتر نافارو، مرشَّح لشغله أيضاً. أما هارولد هام (70 عاماً)، وهو رئيس مجلس إدارة مجموعة إنتاج النفط «كونتينتال ريسورسز»، فمرشَّحٌ ليكون وزيراً للنفط. وهام ملياردير من أوكلاهوما (جنوب) وصديق لترامب منذ فترة طويلة وله تأثير كبير على سياسة الأخير في مجال الطاقة. وطُرِحَ اسم الخبير المالي، روبرت غرادي، للمنصب نفسه. ومن البرلمانيين؛ يبدو السيناتور عن تينيسي (جنوب)، بوب كوركر (64 عاماً)، على لائحة المرشحين لوزارة الخارجية، علماً بأنه يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. في حين يعد السيناتور عن ألاباما (جنوب)، جيف سيشنز (69 عاماً)، مرشحاً ليكون وزيراً للدفاع، وهو عضوٌ في لجنة القوات المسلحة ويدعم الرئيس الجديد بلا شروط. وقد يكون للنائب عن كاليفورنيا، دانكان هانتر (39 عاماً)، دورٌ في فريق الأمن القومي. وعلى الأرجح؛ فإن نقطة ضعف الرئيس ال45 للولايات المتحدة تتمثل في النخبة الفيدرالية. والملاحَظ أن المسؤولين المحنكين في العمل الحكومي الذين شغلوا مناصب مهمة في الإدارة الفيدرالية ويدعمونه؛ ليسوا كُثُراً. وقد يتم اختيار الجنرال مايك فلين (58 عاماً)، وهو الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية، ليكون وزيراً للدفاع. لكنه ترك ذكرى مثيرةً للجدل في البنتاغون. كذلك؛ يُطرَح اسم ستيفن هادلي الذي كان مستشاراً للأمن القومي في عهد الرئيس، جورج بوش الابن. ويفكِّر ترامب في تعيين جون بولتون (67 عاماً)، أحد صقور المحافظين الجدد وسفير أمريكا لدى الأممالمتحدة في عهد بوش، في منصب وزير الخارجية. أما مساعد الممثل السابق للتجارة في عهد الرئيس رونالد ريغان، روبرت لايتيزر، فيدافع عن فكرة حمائية، وقد يصبح وزيراً للتجارة. وعبَّر بعض الكوادر الحاليين الكبار في جلساتٍ خاصةٍ عن دعمهم لترامب، على أمل أن ينجح، بوصفه رجل أعمال كبير، في إنعاش الآلة الحكومية الأمريكية الهائلة، لكن حجم هذا المعسكر غير معروف. ولا يُذكَر المدير العام لفريق حملة ترامب وصاحب النفوذ الكبير، ستيفن بانون (62 عاماً)، ولا مديرة الحملة، كيليان كونواي (49 عاماً)، بين المرشحين لمناصب في فريق الإدارة الجديد. في المقابل؛ تبدو إيفانكا ترامب (35 عاماً) من الشخصيات المطروحة، إذ يملك والدها معها واحدةً من الفرص النادرة لإشراك نساء وشباب في فريقه الذي يغلب عليه الرجال من عمر محدَّد.