قالت صحيفة "نيوويورك تايمز" إن سبب الاضطراب الذي تواجهه جهود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لتجميع فريق أمن قومي يعود إلى السؤال الأساسي الذي يتعلق بكيفية تعامله مع التحديات المعقدة التي يرثها عندما يتسلم السلطة بشكل رسمي، مشيرة إلى أن ترامب لم يطرح أي رؤية تفصيلية تتعلق بسياسته الخارجية حتى الآن تتجاوز شعاره الغامض "أميركا أولاً". وأضافت الصحيفة أن قائمة المرشحين المحتملين الذين يقوم ترامب بدراستهم للمهام العليا في إدارته توضح الانقسامات العميقة بين المحافظين حول كيفية مواجهة الإدارة الجديدة للتهديدات التي تشكلها دول مثل إيران وكوريا والشمالية وسورية وروسيا، وكيفية إدارة العلاقات مع الحلفاء في أوروبا وآسيا. وتساءلت: هل يعني شعار "أميركا أولاً" أن ترامب سيستخدم القوة العسكرية بشكل استباقي للقضاء على أي تهديدات محتملة ؟ أم أنه يعني إعادة القوات الأميركية في الخارج إلى الوطن لتشكيل خط دفاعي يستطيع أن يردع أي قوة خارجية يمكن أن تهدد الولاياتالمتحدة؟ وأوضحت الصحيفة أنه خلال حملة ترامب الانتخابية، طرح المقاربتين، ولكن لا أحد يعرف ما يمكن توقعه من الرئيس المنتخب. وتناولت الصحيفة بعض الأماكن والقضايا التي يمكن أن تختبر شعار ترامب "أمريكا أولاً"، قبل أي مكان أو قضية أخرى، وتركزت فيما يلي: الاتفاق النووي الإيراني وجه ترامب انتقادات شديدة اللهجة إلى الاتفاقية النووية مع إيران ووعد بإصلاحها. وحيث إن الاتفاقية الإيرانية هي اتفاقية تنفيذية، وليست معاهدة، فإن الرئيس الجديد يملك صلاحيات كبيرة في تغييرها أو حتى إلغائها. لكن إيران أيضاً تقول إنها لم تحصل على تخفيف العقوبات بالدرجة التي وعدت بها في الاتفاق. لذلك فإن أي محاولة لإعادة التفاوض حول الاتفاقية ستعطي المتشددين في إيران فرصة للمطالبة بتغيير الاتفاقية – أو التهديد باستئناف تطوير قدرات إيران النووية. وترى الصحيفة أن الطريقة التي سيتعامل بها ترامب مع الاتفاقية النووية ستكون أول اختبار لشعار "أميركا أولاً"، مبينة أن أحد خيارات ترامب هو إعادة فرض العقوبات على إيران لأسباب لا تتعلق بالملف النووي، بما في ذلك نشاطاتها في سورية ودعمها للإرهاب. كوريا الشمالية قامت كوريا الشمالية مؤخرا بتسريع اختباراتها النووية، وترسانتها النووية تنمو بسرعة أيضا، حيث يمكن أن تصل إلى 20-50 رأس نووي خلال فترة ترامب الرئاسية، ومن ثم فإن الأسئلة التي تفرض نفسها هي" هل سيعمد الرئيس المنتخب إلى مواجهة كوريا الشمالية بتطبيق عقوبات شاملة عليها بفرض حصار بحري عليها يمنع عنها كل الواردات باستثناء ما يأتي عن طريق الصين؟ أم أنه سيسعى إلى العودة إلى المفاوضات أم سيلجأ إلى سحب القوات الأميركية من منطقة المحيط الهادئ تاركا الصينيين واليابانيين يتعاملون مع المشكلة؟". الأزمة السورية قال ترامب قبل الانتخابات وبعدها، إنه ينوي تغيير السياسة الأميركية في سورية، وربما في مناطق أخرى من الشرق الأوسط. وحسب شعار "أميركا أولاً"، وضح ترامب أن مصلحة الولاياتالمتحدة في المنطقة هي في محاربة تنظيم داعش، ومن ثم فإذا نفذ ترامب وعوده الانتخابية، فإن ذلك ربما يعني الاصطفاف إلى جانب نظام الأسد في سبيل محاربة العدو الأول، داعش. روسيا والناتو أوضح ترامب عدة مرات أنه لا يجب أن تكون الولاياتالمتحدة أكثر قلقا باستيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم من دول المنطقة. حتى إنه ألمح إلى إمكانية رفع العقوبات عن روسيا. كما يعتقد ترامب أن الوقت قد حان لإعادة ترتيب العلاقة مع روسيا وعقد عدة تحالفات معها. لذلك فإن الجدل حول احتواء روسيا أو التحالف معها سيشكل تحديا كبيرا خلال الأيام المقبلة لإدارة ترامب.