شكلت 4 معارض كتب دولية ضغطا على طبيعة البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب الذي سيقام في 14 من ديسمبر المقبل، والذي ابتعد في مضمونه العام عن استضافة رموز الحركة الثقافية العربية، على العكس من عدد من المعارض العربية الأخرى، إذ ظهر البرنامج الثقافي العام للنسخة المقبلة لمعرض الكتاب بجدة، والذي أعلن عنه في ال10 من نوفمبر الجاري، محليا في تناوله للقضايا الفكرية والأدبية، من جانبين رئيسيين، جاء الأول في إطار عناوين الندوات، والآخر جانب الأسماء المستضافة في المعرض. معارض عربية حملت البرامج الثقافية ل4 معارض عربية دولية، ستقام في كل من "الكويت، والدوحة، وبيروت، والقاهرة"، خلال فترات متقاربة مع معرض جدة، في ديباجتها الرسمية تنوعا في خارطة "الأسماء، والعناوين"، التي جمعت بين الثقافية والمعرفية والسياسية. وكانت بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الثقافية قد تساءلت عن طبيعة البرنامج الثقافي لمعرض جدة، الذي وصفته بالمحلي، وهل لذلك علاقة بسحب صفة الدولية من اتحاد الناشرين العرب، نتيجة عدم استيفاء بعض شروطه، أو ضغط الاتحاد على القائمين على المعرض. وحول ذلك وجهت "الوطن" سؤالا مباشرا لرئيس لجنة المعارض الدولية والمحلية باتحاد الناشرين العرب الدكتور محمد صالح المعالج، حيال ما يشاع من تدخل الاتحاد في طبيعة البرنامج الثقافي لمعرض جدة، إلا أنه نفى ذلك بشكل قاطع، وأكدا المعالج، وهو رئيس لاتحاد الناشرين التونسيين أيضا، أن القائمين على المعارض هم من يحددون مسارات ووجهات طبيعة البرنامج الثقافي، التي تقام على هامش فعاليات المعرض، وقال: "نحن في اتحاد الناشرين لا نتدخل في فرض أسماء أو استبعاد أخرى". لمحة كويتية مختلفة بنظرة على الفعاليات الثقافية لمعرض الكويت الدولي للكتاب الذي يشرف عليه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وينطلق في ال16 من الشهر الجاري، نلحظ أنه وازن -بحسب ما أعلن عنه- بين الحركة الأدبية والثقافية المحلية والعربية. من الشخصيات الثقافية التي سيستضيفها، الروائي الليبي إبراهيم الكوني، الذي اختارته مجلة لير الفرنسية، أحد أبرز 50 روائيا عالميا معاصرا، والروائي السوداني أمير تاج السر، ولقاء مفتوح "تجليات فكرية" مع الأديب المصري يوسف زيدان، وأمسية شعرية للشاعر المصري حسن طالب، وسط مشاركة واسعة من نخبة أدباء الكويت، وتونس ومصر، وسورية، والسعودية، وقطر، وعمان والبحرين. وجاءت عناوين محاضرات وندوات معرض الكويت كدلالة على مجاوزة الحدود الثقافية الجغرافية، ومن ذلك "الأدب الكويتي في رؤى النقاد المصريين"، و"الدراما الخليجية ودورها في تغيير صورة المجتمع"، و"حركة الترجمة في العالم العربي"، و"أثر وسائل الإعلام على ظاهرة العنف لدى الشباب"، و"قضايا المأثورات الشعبية العربية"، إضافة إلى طرح حلقة نقاشية حول "الجوائز الثقافية العربية"، وندوة أخرى بعنوان "المختبرات السردية في دول الخليج"، و"الكتاب الشباب في العالم العربي بين الواقع والمنجزات". تجاوز المحلية أشار رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي والأدبي بجدة الدكتور عبدالله السلمي، في حديثه ل "الوطن" إلى أن معرض جدة للكتاب يستحق أن يتجاوز في فعاليات برنامجه الثقافي المحيطين المحلي والعربي إلى الدولي، وأن يشارك فيها كبار المثقفين والمفكرين والسياسيين من مختلف دول العالم، وأن لا ينكمش على حدود التنوع الأدبي المجرد، والمتمثل في "الرواية، والقصة، والشعر". وأكد السلمي في سياق حديثه، ضرورة ألا يكون معرض جدة للكتاب نسخا مكررة في جوانبه الثقافية، حتى نستطيع بناء تظاهرة ثقافية ومعرفية مهمة للعروس، ونعيد لها موقعها الريادي على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية.