تشارك المملكة في الدورة ال 22 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي افتتح الأربعاء الماضي، بجناح مميز يليق ومكانة المملكة، وبما تتمتع به من إرث حضاري وثقافي وتاريخي، ويضم الجناح قسما خاصا باتحاد الناشرين السعوديين، وجناحا للأطفال، إضافة إلى الصالون الثقافي المعد لاستقطاب المثقفين والمفكرين والكتاب الذين يلتقون لمناقشة قضايا الكتاب العربي وهموم نشره وتسويقه، والمجالات الثقافية في المنطقة، كما سيقدم الجناح للجمهور ثلاث ورش عمل، الأولى عن مرحلة الكتاتيب يقدمها الممثل عبد العزيز المبدل مع مجموعة من الطلبة، والثانية تتعلق بالخط العربي ويقيمها الفنان التشكيلي السعودي نهار مرزوق، والثالثة عن فن الرسم على الجلود والحفر على المعادن وتعرضها الاستاذة سلمى الشيخ. من جانبه، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة إبراهيم بن سعد البراهيم، أن مشاركة المملكة في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب تعكس مدى العمق التاريخي والثقافي المتين للعلاقات والروابط والصلات بين البلدين الشقيقين، وتهدف إلى تعزيز أواصر المحبة التي تجمع بين قيادتهما الرشيدة وشعبيهما العزيزين، مضيفا أنها تبرز ما تشهده المملكة من حراك ثقافي مميز على الساحتين العربية والدولية، وأوضح أن المشهد الثقافي في البلدين ينطلق من رؤية حكيمة لقائدي البلدين تنطلق جذورها من الدين الإسلامي الحنيف، وترتكز على بث روح ثقافة التسامح والحوار ونشر السلام والوئام. وأشار إلى أن معارض الكتاب الدولية تحولت في الآونة الأخيرة إلى ملتقيات ثقافية، لا تقل أهمية عن المؤتمرات السياسية والاجتماعات الدولية التي تجتمع فيها مختلف النخب من دول متعددة وأمم متباينة، مؤكدا أن المملكة قد انتقلت بفضل ما تجده من دعم غير محدود وبرعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين سمو الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود يحفظهما الله وحكومته الرشيدة من مجرد المشاركة في معارض الكتاب الدولية لعرض الكتاب السعودي ونشره وتوزيعه إلى مرحلة إبراز مختلف الأبعاد الثقافية التي تشهدها المملكة، من كتاب، فن تشكيلي، وجوانب إلكترونية تخدم المجال الثقافي، إلى جانب ندوات وحوارات ثقافية تدور حول هموم الثقافة وقضايا الكتاب والتأليف، وأوضح أن المشاركة في المعارض الدولية بقدر ما تشكل مسؤولية كبيرة يحكمها المكان والمكانة والآمال المعلقة والطموحات الكبيرة، فإنها بالقدر ذاته تؤكد مدى المكانة العالمية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية. وقال البراهيم «مشاركة المملكة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ليست مشاركة كتاب، وإنما مشاركة فكر بلد، وما يعرض من كتب وندوات وأفكار في الإمارات يدل على تميز العلاقة ما بين المملكة وشقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة»، وأشار إلى دور معرض الكتاب بأبو ظبي في توسيع آفاق المطالعة والثقافة العربية لدى الجمهور، والاطلاع على الإنتاجات الفكرية العالمية، لافتا إلى الانسجام الظاهر بين أهداف وروح المعرض وما تشهده السعودية من نمو باهر وتطور مميز في المجالات الثقافية والتعليمية، وأوضح أن العديد من المؤسسات العلمية والجهات والهيئات والمكتبات ودور النشر السعودية ستقدم أحدث إصداراتها من الكتب، مشيرا إلى مشاركة العديد من الجامعات السعودية، إضافة لوزارة الثقافة والإعلام السعودية ومكتبة الملك فهد الوطنية ودارة الملك عبد العزيز، وعدد كبير من المكتبات السعودية الخاصة. وأشاد السفير السعودي بالفعاليات الثقافية والفكرية التي ترافق المعرض والتي تركز على محاور ثقافية وفكرية تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي العربي وإيجاد آليات متطورة للتواصل الفكري بين الشعوب العربية والعالم. من جهته، أكد الملحق الثقافي السعودي في دولة الإمارات الدكتور صالح بن حمد السحيباني، أن المشهد الثقافي السعودي في السنوات الأخيرة نجح في تحقيق قفزة نوعية، واستطاع أن يخلع عن نفسه العباءة المحلية والانطلاق نحو المنطقة العربية والعالم، ليبدو بمثقفيه وأدبائه مشهدا مؤثرا في الحركة الأدبية العربية والعالمية، وحول طبيعة العلاقة بين المشهد الثقافي الإماراتي والسعودي قال «المشهدان الثقافيان في البلدين ليسا في معزل عن بعضهما البعض، فالثقافتان متشاركتان في مكوناتهما، ومتشابهتان في منبعهما، وتنعكس عليهما شخصية الثقافة العربية الإسلامية التي ترتكز على الحوار ومبادئ التسامح والتواصل مع الآخرين»، وأضاف «بلا شك المشهد الثقافي الإماراتي السعودي وصل إلى مرحلة متطورة من التعاون الوثيق ترسمه الخطط والحراك الثقافي الذي يشهده البلدان الشقيقان، حيث كنا بالأمس القريب في معرض الرياض الدولي للكتاب وبمشاركة العديد من الجهات الثقافية الإماراتية، كما يتجلى في بعض صوره في التعاون بين مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض وجامعة الإمارات في تدشين الفهرس العربي الموحد مؤخرا»، وتابع«نسعى من خلال المشاركة في هذه المعارض إلى تجاوز مسألة إبراز الكتاب السعودي وعرضه أمام الجمهور، نحو تقديم الثقافة السعودية بكل أطيافها العلمية والأدبية والفنية والتراثية، إلى جانب تقديم عصارة فكر مثقفينا، وخلاصة كتاباتهم وتجاربهم وإبداعاتهم العلمية والفكرية والمعرفية، لأننا مقتنعون بأن العالم لن يأتي إلينا ليتعرف علينا، وأن من واجبنا تقديم أنفسنا وبلدنا بصورة صحيحة، وهو ما نأمل أن تعكسه هذه المشاركة»، وأفاد أن محاور البرنامج الثقافي المصاحب لجناح المملكة يتوزع على عدة محاور رئيسة علمية وثقافية واجتماعية وسياسية وأدبية، وألمح إلى الحضور المكثف للمثقفين السعوديين في فعاليات المقهى الثقافي لتعزيز الحوار مع المثقفين الآخرين. وعن جديد مشاركة المملكة في المعرض قال السحيباني«خصصنا في جناحنا ركنا للكتاب الإلكتروني يشتمل على أحدث الإصدارات السعودية الثقافية والمعرفية التي يفوق عددها الألف وخمسمائة عنوان، وقسما خاصا لجمعية الناشرين السعوديين، وقسما آخر للطفل يراعي اهتمامه وميوله، كما نقدم أيضا مجموعة من الكتب التي تبين تاريخ الجزيرة العربية». وتتميز الدورة الحالية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب ببرنامج موسع من الفعاليات والأنشطة الثقافية بمشاركة رموز الفكر والثقافة وأبرز دور النشر محليا وإقليميا وعالميا، وتشغل قاعات الحدث مساحة إجمالية قدرها حوالي 21,741 مترا مربعا، تنقسم الجهات المشاركة إلى 601 ناشر عربي و303 ناشرين عالميين.