تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بدأت أمس فعاليات الدورة ال (22) لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب بمشاركة أكثر من 900 دار نشر من 54 دولة من مختلف أنحاء العالم، تعرض ما يزيد على نصف مليون كتاب ب33 لغة مختلفة.. وتشارك المملكة العربية السعودية في معرض ابوظبي الدولي للكتاب لهذا العام بجناح كبير ومتخصص ومميز يليق بمكانة المملكة وبما تتمتع به من إرث حضاري وثقافي وتاريخي، حيث يضم الجناح قسما خاصا باتحاد الناشرين السعوديين، وجناحاً للأطفال بالإضافة إلى الصالون الثقافي المعد لاستقطاب المثقفين والمفكرين والكتاب الذين يلتقون لمناقشة قضايا الكتاب العربي وهموم نشره وتسويقه، والمجالات الثقافية في المنطقة، كما سيقدم الجناح للجمهور ثلاث ورش عمل، الأولى عن مرحلة الكتاتيب يقدمها الممثل عبد العزيز المبدل مع مجموعة من الطلبة أما ورشة العمل الثانية فتتعلق بالخط العربي يقيمها الفنان التشكيلي السعودي نهار مرزوق، في حين ستكون ورشة العمل الثالثة عن فن الرسم على الجلود والحفر على المعادن تعرضها الاستاذة سلمى الشيخ، كما أن هنالك ندوة ثقافية كبرى ستقام مساء يوم الجمعة بإذن الله تعالى حول تكامل الثقافة بين دول مجلس التعاون في ظل دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى الاتحاد. وقد صرح معالي سفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة الأستاذ إبراهيم بن سعد البراهيم قائلا: تأتي مشاركة المملكة العربية السعودية بجناح مميز هذا العام ضمن معرض ابو ظبي الدولي للكتاب في دورته الحالية لتعكس العمق التاريخي والثقافي المتين للعلاقات والروابط والصلات بين البلدين الشقيقين، وتعزيزا لأواصر المحبة التي تجمع بين قيادتهما الرشيدة وشعبيهما العزيزين، كما أن هذه المشاركة تبين ما تشهده المملكة من حراك ثقافي مميز على الساحتين العربية والدولية. وأوضح البراهيم، بأن المشهد الثقافي في البلدين الشقيقين (المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة) ينطلق من رؤية حكيمة يتبناها كل من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، يحفظهما الله تعالى، وهي رؤية سديدة تنطلق جذورها من الدين الإسلامي الحنيف، وترتكز على بث روح ثقافة التسامح والحوار ونشر السلام والوئام حيث ان معظم الإنتاج الفكري المعروض يتطرق الى هذه الجوانب، ويبحث فيها. وأشار معاليه إلى أن معارض الكتاب الدولية في الآونة الأخيرة باتت ملتقيات ثقافية، لا تقل أهمية عن المؤتمرات السياسية والاجتماعات الدولية التي تجتمع فيها مختلف النخب من دول متعددة وأمم متباينة، مؤكدا أن المملكة العربية السعودية قد انتقلت - لما تجده من دعم غير محدود وبرعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود يحفظهما الله وحكومته الرشيدة من مجرد المشاركة في معارض الكتاب الدولية لعرض الكتاب السعودي ونشره وتوزيعه إلى مرحلة ابعد من ذلك، حيث يتم من خلال هذه المعارض إبراز مختلف الأبعاد الثقافية التي تشهدها المملكة، من كتاب، وفن تشكيلي، وجوانب الكترونية تخدم المجال الثقافي، الى جانب ندوات وحوارات ثقافية تدور حول هموم الثقافة وقضايا الكتاب والتأليف، مشيرا معاليه إلى انه وبقدر أن المشاركة في مثل هذه المعارض الدولية مسؤولية كبيرة نحملها، بل إنها تشكل ثقلاً ومسؤوليات متعددة يحكمها المكان والمكانة والآمال المعلقة والطموحات الكبيرة، فإنها بالقدر ذاته لتؤكد على مدى المكانة العالمية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية. د. صالح بن حمد السحيباني وأضاف السفير: إن معرض ابو ظبي الدولي للكتاب يعد حدثاً ثقافياً مهماً ليس فقط للمملكة او الإمارات بل للحركة الثقافية في المنطقة بما فيهم الكتّاب والمبدعون الذين شاركوا في هذا التألق الثقافي في المجالات الإبداعية كافة، من رواية وفن تشكيلي وإصدارات للأطفال إلى غيرها من المجالات الأخرى وأوضح معاليه إلى: أن مشاركة المملكة في معرض ابوظبي الدولي للكتاب ليست مشاركة كتاب، وإنما مشاركة فكر بلد، وأن ما يعرض من كتب وندوات وأفكار في الإمارات يدل على تميز العلاقة ما بين المملكة وشقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة. ونوه سفير المملكة إلى: أن جناح المملكة داخل المعرض يضم برنامجا ثقافيا، مشيرا إلى أن المشاركة السعودية تهدف إلى توثيق الروابط الفكرية والثقافية بين أقطار الوطن العربي عامة ودول التعاون بشكل خاص وتشجيع حركة النشر والتواصل المباشر بين أطراف صناعة الكتاب " الناشر والمؤلف والقارئ" وأشاد السفير السعودي بالفعاليات الثقافية والفكرية التي ترافق المعرض والتي تركز على محاور ثقافية وفكرية تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي العربي وإيجاد آليات متطورة للتواصل الفكري بين الشعوب العربية والعالم. وقال إن معرض أبو ظبي الدولي للكتاب يعد فرصة حقيقية لتعميق الثقافة المجتمعية العربية، ويعد بمثابة الوعاء الحضاري والثقافي الذي يبقى على ذاكرة الأمة العربية من خلال التواصل مع الأجيال القادمة. من جهته قال الملحق الثقافي السعودي في دولة الامارات الدكتور صالح بن حمد السحيباني بأن المشهد الثقافي السعودي في السنوات الأخيرة تمكن من تحقيق قفزة نوعية، واستطاع أن يخلع عن نفسه العباءة المحلية والانطلاق نحو المنطقة العربية والعالم، ليبدو بمثقفيه وأدبائه مشهداً مؤثراً في الحركة الأدبية العربية والعالمية، مشيرا الى انه قد عزز المشهد الثقافي السعودي نفسه بحضوره في دورات المعارض الاقليمية والدولية للكتاب، وتأتي مشاركة المملكة بمعرض ابو ظبي الدولي للكتاب بجناح مميز تعزيزا للعلاقات بين البلدين الشقيقين. وحول طبيعة العلاقة بين المشهد الثقافي الإماراتي والسعودي قال الدكتور السحيباني: "المشهدان الثقافيان في البلدين ليسا في معزل عن بعضهما البعض، فالثقافتان متشاركتان في مكوناتهما، ومتشابهتان في منبعهما، وتنعكس عليهما شخصية الثقافة العربية الإسلامية التي ترتكز على الحوار ومبادئ التسامح والتواصل مع الآخرين. وأضاف د. السحيباني: "بلا شك المشهد الثقافي الإماراتي السعودي وصل إلى مرحلة متطورة من التعاون الوثيق ترسمه الخطط والحراك الثقافي الذي يشهده البلدان الشقيقان، حيث كنا بالامس القريب في معرض الرياض الدولي للكتاب وبمشاركة العديد من الجهات الثقافية الاماراتية، كما يتجلى في بعض صوره في التعاون بين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض وجامعة الإمارات في تدشين الفهرس العربي الموحد مؤخرا". وتابع الملحق الثقافي قائلاً: نحن نسعى من خلال المشاركة في هذه المعارض إلى تجاوز مسألة إبراز الكتاب السعودي وعرضه أمام الجمهور، نحو تقديم الثقافة السعودية بكل أطيافها العلمية والأدبية والفنية والتراثية، إلى جانب تقديم عصارة فكر مثقفينا، وخلاصة كتاباتهم وتجاربهم وإبداعاتهم العلمية والفكرية والمعرفية، لأننا مقتنعون بأن العالم لن يأتي إلينا ليتعرف علينا، وأن من واجبنا تقديم أنفسنا وبلدنا بصورة صحيحة، وهو ما نأمل أن تعكسه هذه المشاركة". وكشف د.السحيباني الى أن لدينا برنامجاً منوعاً وثرياً يشارك فيه نخبة من المفكرين والأدباء المعروفين، ويتميز برنامجنا بتطبيقه الشراكة الثنائية بين البلدين الشقيقين، حيث حرصنا من خلال هذا البرنامج على إيجاد أرضية مشتركة بين الطرفين في بعض الندوات التي تشارك فيها أوراق عمل سعودية وإماراتيه بهدف تحقيق مبدأ الشراكة بين البلدين وتعميق التلاحم والتآخي بينهما، مشيرا على سبيل المثال الى الندوة الثقافية التي سوف يحييها مساء يوم الجمعة في معرض الكتاب كل من د. يحيى صدقة فاضل عضو مجلس الشورى السعودي وكذلك د. منصور عبدالله المنصور من الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والدكتورة حصة عبد الله لوتاه من جامعة الامارات في مدينة العين وذلك بعنوان –تكامل الثقافة الخليجية في ظل دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -يحفظه الله- للاتحاد ". وختم الملحق الثقافي السعودي تصريحه بقوله "إن هذه المشاركة المتميزة تأتي امتدادا للوسائل والأساليب التي تنتهجها الملحقية الثقافية في الإمارات في سبيل تطوير الشراكة الثقافية وتقوية أواصرها ، وذلك بتوجيهات سديدة من لدن معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي نائبه الأستاذ الدكتور احمد بن محمد السيف ، واستشعارا بالمسؤولية العظيمة والرسالة التي تحملها الملحقية على أكتافها في هذا الخصوص انطلاقا من الدعم السخي الذي يجده ميدان الثقافة في المملكة من لدن حكومتنا الرشيدة يحفظها الله.