نقلت صحيفة "فورين بوليسي" الأميركية تقريرا للكاتب جيمس بليمر، حول نجاح المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الفوز بكرسي الرئاسة في الولاياتالمتحدة، حيث وصف نجاحه بأنه يهدد حقوق الإنسان والحريات، سواء داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها، معتبرا أن الصين هي الفائز الأكبر من كل هذه الانتخابات. وأشار الكاتب المتخصص في الشؤون الآسيوية إلى وجود 4 عوامل رئيسية تجعل من القادة الصينيين هم الفائز الأول في الانتخابات الأميركية. وأضاف أن الانتصارات الأربعة تتلخص في خلو المنطقة من منافس قوي، واختيار الصين لقادتها بعناية وحكمة، وكشف نفاق أميركا حول حقوق الإنسان، كذلك كشف الانحياز في وسائل الإعلام. سهولة التأثير بالأموال أوضح الكاتب أن الانتصار الأول يرتكز على الانتصار الجيوسياسي في المنطقة، حيث إن الصين لم تعد تواجه سياسة العناد والتعالي من قبل هيلاري كلينتون، وإنما ستواجه شخصا كان نجما في القنوات الفضائية، ويتظاهر بعلمه بامتلاك الصين الأسلحة النووية، بالإضافة إلى آرائه حول الحلفاء التقليديين لأميركا مثل كوريا الجنوبية، واليابان. في حين يعتبر ترامب رجل أعمال من السهل التأثير عليه وامتلاكه من قبل الصين، باعتبار أنه يفكر بعقلية الأموال التي يريد الاستزادة منها بأي طريقة حتى عن طريق المدح أو الإطراء، وبالتالي فإن أي زيارة قصيرة من ترامب للصين، سوف تجعل منه البطل القوي لبكين، فضلا عن علاقته القوية بروسيا بوتين. وأضاف بليمر "الدول على غرار فيتنام، وميانمار، والفلبين، لن تلقي اهتماما للقوة العظمى المسيطرة على منطقة المحيط الهادئ، إلا أنها من الممكن أن تتأرجح في صف الصين، حيث إنها تفضل الدولة التي لا تغير سياساتها مع تغير رؤسائها"، لافتا إلى أن الحلفاء الأقوياء للولايات المتحدة مثل اليابان وتايوان، وكوريا الجنوبية لا يثقون تماما في مظلة الحماية النووية الأميركية، وسوف يبدؤون في التفكير بجدية للبحث عن بدائل لهم لحمايتهم من الأخطار النووية في المنطقة. المنصب الخاطئ لفت التقرير إلى أن الانتصار الثاني يكمن في التنافس بين النظام السلطوي والديمقراطي، إذ إنه من وجهة نظر الصين، فإن النظام الانتخابي الأميركي أثبت عدم فاعليته. واستشهد بليمر باختيار الصين لقادتها بعناية ودقة عاليتين، بعد أن يمتلكوا خبرات واسعة على كل المستويات، مبينا أن انتصار الحملة الانتخابية لترامب أعطى للصين مصداقية كبرى، لانتقاد الحياة السياسية في أميركا. وبعد تصريحات ترامب، أكد بليمر أن الأخير أعطى صورة واضحة للعالم أنه قائد يسعى للهيمنة، بدليل تهديده لأغلب دول العالم، ابتداء بمنع المسلمين من الهجرة، وانتهاء بجدار المكسيك. سياسة المثل أشار التقرير إلى أن الانتصار الثالث يكون حول حقوق الإنسان، إذ إن الولاياتالمتحدة أصدرت تقريرا عن وضع حقوق الإنسان في الصين، وكل عام ترد الصين على تلك المزاعم بعدد من تقاريرها، لكن خلال الفترة المقبلة، فإن الصين سوف ترد على آراء الولاياتالمتحدة حول حقوق الإنسان، مبينا أنه لو تلقت الصين أية محاولة أميركية لابتزازها حول وضع الأقليات فيها، أو دور المرأة في الحياة الاجتماعية، ستقابلها ردود فعل صينية حول الآراء السابقة التي جاهر بها ضد أصحاب البشرة السمراء. جناحا الاقتصاد العالمي أكد بليمر أن الانتصار الرابع يكمن في مصداقية وسائل الإعلام، حيث إن الإدانات التي تعرض لها ترامب من خلال الصحف والقنوات الفضائية، سوف تقوي حجة وسائل الإعلام الصينية الرسمية، التي تتهم الإعلام الغربي بالانحياز نحو فئة معينة من الجمهور. وخلص التقرير إلى أنه في حال مضى ترامب في سياساته المقلقة، وفي قراراته التي ستؤثر على الولاياتالمتحدة، مثل تأثيرها على أعماله الخاصة، فإن اقتصاد الصين سيتأثر أيضا، في الوقت الذي تبحث فيه بكين عن شبكات تجارة عالمية أخرى، متبعة سياسة "طريق واحد، وحزام واحد"، مؤكدا أن الصينوالولاياتالمتحدة تعتبران جناحي الاقتصاد العالمي، وإذا ذهب أحدهما فإنهما سيسقطان معا.