اتهمت الصين أمس الخميس الولاياتالمتحدة بتبني " عقلية الحرب الباردة " في تقرير عسكري صدر عن وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون" وقالت إنها قدمت احتجاجا رسميا للمسئولين الأمريكيين. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشين جانغ عن الوثيقة التي " أشارت إلى الكثير من الشكوك" التي ساورت أمريكا بسبب زيادة الصين قوام جيش الدفاع : " إن التقرير الذي أصدرته الولاياتالمتحدة يمثل إصرارا أمريكيا على نظرية التهديد العسكري الصيني ، وتشويها خطيرا للحقائق وتدخلا في شئون الصين الداخلية ". وقال تشين للصحفيين " ندعو الجانب الأمريكي لاحترام الحقائق الأساسية والتخلي عن عقلية الحرب الباردة والانحياز ... (كي ) لا تؤدي إلى مزيد من الضرر في العلاقات الصينية الأمريكية ". وأضاف " لطالما انتهجت الصين مسار التنمية السلمية وتتبنى سياسة دفاع وطني .. وهي سياسة دفاعية في طابعها". كما انتقدت الخارجية الصينية امس أيضا قرارا أقره الكونغرس الأمريكي للاحتفال بمرور ثلاثين عاما على قانون العلاقات الامريكية التايوانية والتي تتعهد الولاياتالمتحدة بموجبه بالدفاع عن الجزيرة التي لا يزال الحزب الاشتراكي الحاكم في الصين يعتبرها إقليما مارقا تابعا للصين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين جانغ في بيان له "إن الصين مستاءة بشدة وتقدمت باحتجاج رسمي بشأن تبني قرار بالاحتفال بالذكرى الثلاثين لقانون العلاقات مع تايوان". جدير بالذكر أن قانون العلاقات مع تايوان، الذي مرره الكونغرس الأمريكي في عام 1979، يتطلب من الولاياتالمتحدة تزويد تايوان بالأسلحة الدفاعية. ولم تعترف الصين أبدا بشرعية هذا القانون. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الأربعاء أن التحول العسكري في الصين شهد زخما خلال السنوات الأخيرة ، مشيرة إلى أن بكين تحصل على أسلحة أكثر تقدما وتكنولوجيات. وقال التقرير السنوي من البنتاغون إلى الكونغرس إن بناء الجيش الصيني يفرض تساؤلات مقلقة "لأن بكين لم توضح نواياها ولم تكشف علانية عن إنفاقها الدفاعي". وأضاف التقرير أن "هناك حالة كبيرة من عدم اليقين تحيط بمسار مستقبل الصين وتحديدا ما يتعلق بكيفية استخدام قوتها العسكرية المتنامية". وقال البنتاغون إنه في حين أن قدرة الصين على امتلاك قوة عسكرية على مسافات بعيدة لا تزال محدودة ، فإن تطوير التكنولوجيات "المدمرة" في قطاعات الحرب النووية والفضائية والإنترنت تغير توازن القوة العسكرية في منطقة آسيا والباسفيكي. وأشار التقرير إلى أن جيش التحرير الشعبي يتحول من جيش ضخم مخصص لدخول حروب استنزاف طويلة على أراضيه إلى جيش لديه القدرة على خوض معارك والفوز بصراعات قصيرة ذات كثافة عالية خارج حدوده. ويأتي تقرير البنتاغون إلى الكونجرس بشأن الجيش الصيني بعد مواجهة بين الأسطولين الأمريكي والصيني في بحر الصين الجنوبي في وقت سابق من الشهر الحالي. وقد تبادل الجانبان اللوم بشأن هذا الحادث الذي وقع في 8 آذار/مارس عندما اقتربت خمس سفن صينية من سفينة تابعة للبحرية الأمريكية. واتهم البنتاغون الصينيين بمضايقة السفينة الأمريكية في المياه الدولية بينما قالت بكين إن السفينة كانت تعمل بشكل مخالف. وعن تايوان ، قال التقرير إن الصين تواصل حشد صواريخها قصيرة المدى في مواجهة الجزيرة التي انفصلت عن الصين عقب الحرب الأهلية الشيوعية. وتعتبر الصين تايوان إقليما مارقا وهددت باستخدام القوة العسكرية إذا أعلنت تايبيه الاستقلال رسميا. وأضاف التقرير أن "القوات المسلحة الصينية تطور على وجه السرعة قدراتها القهرية بغرض ردع تايوان من الاستقلال الفعلي". وقال البنتاغون إن "نفس هذه القدرات يمكن أن تستخدم مستقبلا للضغط على تايوان لتسوية نزاع عبر المضيق وفقا لشروط بكين".