يشهد منفذ الوديعة الحدودي «400 كلم عن مدينة نجران» وعلى مدار 24 ساعة يوميا، كثافة في دخول وخروج المسافرين، إضافة إلى المساعدات السعودية لليمن من مواد غذائية وأدوية وغيرها، وذلك منذ أن تحول إلى البوابة السعودية البرية الوحيدة بين المملكة واليمن. يتصدر منفذ الوديعة الحدودي 400 كم عن مدينة نجران، المشهد منذ أن تحول إلى البوابة السعودية البرية الوحيدة بين السعودية واليمن، بعد سيطرة الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح، على زمام السلطة ومن ثم تدخل قوات التحالف بعمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل، لاستعادة الشرعية ودحر الميليشيات، حيث يشهد كثافة يومية في الدخول والخروج بين البلدين. "الوطن" قامت بجولة ميدانية إلى المنفذ، ورصدت الجهود التي تقدم فيه للمسافرين لإنهاء إجراءاتهم ورعايتهم وتقديم أفضل الخدمات لهم، وكذلك أبرز المساعدات الإنسانية التي تمر منه إلى اليمن. أهمية المنفذ تكمن أهمية المنفذ في موقعه الإستراتيجي الرابط بين السعودية واليمن كونه المنفذ الوحيد الذي ظل يعمل من أربعة منافذ بين البلدين، ويبعد عن محافظة شرورة حوالي 50 كم فيما يبعد عن مديرية العبر أقرب منطقة يمنية مسافة 90 كم، وكان له دوره الكبير في عبور أعداد كبيرة من المسافرين والنازحين والمصابين إلى المملكة، وخروج آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية التي يقدمها مركز الملك سلمان لإغاثة الشعب اليمني فضلا عن استقباله الآلاف من الحجاج اليمنيين. خدمة 24 ساعة رصدت "الوطن" العديد من التسهيلات والإجراءات التي يقوم بها موظفو الإدارات الحكومية بمنفذ الوديعة، بفضل الإمكانات المتوفرة والأجهزة الإلكترونية الحديثة التي تلعب دورها في القضاء على الزحام والتكدس في أوقات الذروة، حيث يواصل العاملون أعمالهم اليومية على مدار 24 ساعة لتسهيل جميع خطوات الدخول والخروج من وإلى أراضي المملكة، وتيسير جميع المعاملات للأشقاء اليمنيين بكل يسر وراحة، واطمئنان تحقيقاً لتوجيهات القيادة الرشيدة. خطة عمل أكد مدير عام جوازات منطقة نجران اللواء سعد بن مفلح الجهني ل"الوطن" أن دائرة الجوازات بمنفذ الوديعة تعمل طوال ساعات اليوم دون توقف بمتابعة من أمير منطقة نجران الأمير جلوي بن مساعد لتسهيل جميع المعاملات بالتنسيق مع الجهات الحكومية العاملة بالمنفذ، وتسريع عمليات الدخول والخروج بدقة من خلال أنظمة وبرامج الجوازات الحديثة، مشيرا إلى أن العمل في المنفذ يسير وفق خطة دقيقة، حيث تركز هذه الخطة على الدقة والسرعة والتعامل مع الأشقاء اليمنيين وغيرهم من العابرين عبر المنفذ بكل ما يوفر راحتهم وسلاسة عبورهم، واستقبالهم بما يشعرهم بأنهم في بلدهم الثاني سواء القادمون أو المغادرون من أجل العمل. يقظة الجمارك رغم الزحام الشديد الذي يشهده المنفذ خاصة أوقات المواسم، يقف رجال الجمارك في منفذ الوديعة بالمرصاد، لإحباط كافة محاولات عصابات الأسلحة والمخدرات في اليمن، من استغلال كثافة المسافرين لتطبيق خطط التهريب التي أقدموا عليها وفشلت أكثر من مرة، نتيجة يقظة مفتشي الجمارك، حيث تقدر المضبوطات بنصف طن تقريبا خلال العام الماضي. وأكد مدير الجمرك المكلف زياد العرادي، أن إدارته تطبق خطة رقابة مشددة وفق أحدث التقنيات على الأشخاص والأمتعة والسيارات القادمة، لإحباط أي محاولة لإدخال المخدرات أو الأسلحة، مشيرا إلى أن مادة الحشيش المخدر تعتبر في مقدمة المضبوطات التي أحبط تهريبها يقظة وإخلاص المفتشين في عملهم. شكرا مملكة الإنسانية "الوطن" التقت في المنفذ عددا من المسافرين اليمنيين الذين ينهون إجراءات خروجهم من المملكة بعد أن قام بعضهم بأداء العمرة والبعض الآخر أنهى علاجه في المستشفيات على نفقة المملكة، وعبروا عن شكرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين التي وقفت مع الشعب اليمني في أشد المحن ووفرت كل السبل لهم، وقدم علي العولقي شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما وجده من تسهيلات في منفذ الوديعة والترحيب بهم والاهتمام بهم، بدءاً من دخول المملكة عبر المنفذ وحتى إجراءات الخروج، مشيدا بجميع الخدمات الأمنية والصحية، مبينا أن هذا ليس غريبا على مملكة الإنسانية. وأشار عبدالله علي إلى أنه مهما قال في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لن يوفيه حقه جراء ما قدمه لليمن وشعبه، مبينا أن المملكة ضمدت جراح اليمنيين. وأضاف "قدمت إلى المملكة عبر منفذ الوديعة للعلاج على نفقة الحكومة السعودية ووجدنا كل حب وإخاء ومودة"، مشيدا بالجهود والتسهيلات في منفذ الوديعة. جسور الخير يواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أعماله المستمرة عبر منفذ الوديعة لمساعدة اليمنيين من خلال تقديم العديد المواد الغذائية والطبية عبر جسور من المساعدات الإنسانية المتواصلة والإغاثة العاجلة التي تنقذ الشعب اليمني الذي يعيش الآن في أحلك الأوضاع الإنسانية جرّاء اعتداءات ميليشيات الحوثي وأعوانهم ضد الأبرياء دون وجه حق، حيث عبرت من خلال منفذ الوديعة الحدودي آلاف من الأطنان والمساعدات التي استفاد منها أكثر من 16 مليون يمني. الأمن الغذائي أكد المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رأفت الصباغ، أن أول أعمال المركز إلى اليمن انطلقت عبر منفذ الوديعة الحدودي، بمشاريع الأمن الغذائي والإيوائي من خلال دعم عدد من المحافظات اليمنية منها الضالع ولحج وأبين ومأرب وشبوة وحضرموت، والتي استفاد منها أكثر من 5 ملايين يمني في هذه المحافظات، كما تم دعم الأمن الغذائي في منفذ الوديعة اليمني من خلال توفير وجبات صحية جاهزة، وذلك خلال شهر رمضان الفائت، وتم خلالها أيضا تقديم الوجبات للعالقين في منفذ الوديعة اليمني. إغاثة المتضررين أشار إلى أن مركز الملك سلمان ساهم في تقديم المساعدات للمتضررين من إعصار تشابالا وميغ في محافظاتحضرموت وشبوة والمهرة، وذلك عبر منفذ الوديعة الحدودي، كما قام بتوزيع لحوم الأضاحي والمساعدات الغذائية والخيام والبطانيات للأسر النازحة في محافظة الجوف والمناطق الصحراوية والقرى التابعة لها. تضميد الجراح أضاف: تمكن المركز من تضميد آلام الجرحى اليمنيين حيث عبرت منفذ الوديعة الآلاف من الأطنان من المساعدات الطبية من خلال تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية والمحاليل الوريدية ومحاليل غسل الكلى، وكذلك تهيئة العديد من المستشفيات والمراكز الصحية، وتقديم الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية والأدوية والأجهزة والأطراف الصناعية وجلب الأطباء.