حذر خبراء آثار مصريون من خطورة انتشار صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تبث مقاطع مصورة للترويج لبيع ما وصفته بآثار مصرية تعود إلى ما قبل الميلاد، مشددين على ضرورة تعقب تلك الصفحات ورصد ما تنشره من قطع أثرية. صفحات نصب أوضح المشرف على الإدارة العامة للآثار المستردة بوزارة الآثار شعبان عبدالجواد، أن "90% من القطع الأثرية مزورة، مما يعني أن النسبة الأكبر من هذه الصفحات يديرها "نصابون" يعتمدون على عرض مستنسخات، خاصة أن معظم المصريين غير قادرين على التمييز بين الآثار الحقيقية والمقلدة، وفي حالات كثيرة يتم القبض عليهم، ويتم اكتشاف أن ما يتاجرون فيه عبارة عن قطع أثرية مزورة، ويتم إخلاء سبيلهم لسقوط تهمة الاتجار غير الشرعي في الآثار عنهم". وأضاف عبدالجواد أن "الأجهزة الأمنية تعمل على رصد تلك الصفحات، كما أنها تعمل في الوقت ذاته على رصد الآثار المصرية التي تم تهريبها إلى خارج مصر بطريقة غير شرعية، حيث تشير التقارير إلى وجود آثار مصرية مهربة في 103 دول على مستوى العالم، كما نعمل أيضا على تعديل اتفاقية اليونيسكو الموقعة في عام 1973، بحيث تنص على أحقية الدول في استرداد آثارها المهربة بأثر رجعي وليس من تاريخ التوقيع على الاتفاقية". حيلة تهريب غريبة شدد المتخصص في علم المصريات الدكتور بسام الشماع، على ضرورة التعامل بحزم مع تلك الصفحات حتى لو كانت النسبة الأكبر منها تتبع لعصابات نصب وليس لمافيا الاتجار بالآثار، مضيفا أن "الآثار المصرية، على اختلاف عصورها، تتعرض لعمليات سرقة كبيرة، ويضيف الشماع أن "الأغرب من ذلك هو أنه تم تهريب تمثال بالكامل إلى أميركا بعد تقطيعه لأربع قطع وإرساله إلى هناك من خلال عدة مطرود بريدية"، مشيرا إلى أن عالمة الآثار سارة باركاك نشرت دراسة اعتمدت فيها على صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية تظهر تعرض الآثار المصرية بمنطقة دهشور بمحافظة الجيزة بغرب القاهرة، لعمليات سرقة ونهب كبيرة". تنظيم المعارض أكد الخبير العالمي في الآثار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ووزير الآثار الأسبق، الدكتور زاهى حواس، أن الآثار في مصر "مؤمنة"، وأن المتاحف جميعها تخضع لنظام مراقبة وحراسة عالمية، وقال إن تنظيم المعارض الخارجية لقطع آثار مصرية أصلية كان مشروعا ناجحا، وحقق لمصر الكثير من المكاسب اقتصاديا وسياحيا وغير ذلك، وهذا يعمل على الترويج لحضارة مصر بما يفوق الكثير من حملات الترويج السياحي، مشيرا إلى أن معرض توت عنخ آمون في أميركا حقق مكاسب كبيرة، مؤكدا قرب الانتهاء من مشروع المتحف المصري الكبير، بالقرب من الأهرامات بالجيزة. وقال حواس إن قطعا أثرية أصلية، تم تهريبها من مصر خلال فترة الانفلات الأمني في 2011، وأنه يمكن استردادها طبقا للقانون والمواثيق الدولية، وأنه نجح شخصيا في استرداد 6 آلاف قطعة، مضيفا أن الادعاء بوجود الزئبق الأحمر لتسخير الجان واكتشاف الآثار والكنوز، محض تخريف ونصب.