لست ملزما بإقناع الآخرين برأيك وأفكارك، فقط اطرح ما تراه مناسباً واترك مساحة كافية للنقاش بعيداً عن الجدل وحظوظ النفس، هذه قاعدة مهمة وركيزة أساسية يجب أن يتحلى بها كل طرف من المتحاورين عند كل حوار، وتقبل الرأي الآخر واحترامه – ولو كان مخالفا - مظهر من مظاهر فهم "ثقافة الاختلاف" ومن أسباب نجاح أي حوار، ومن قرأ في الاختلاف وثقافته سيتحرر تلقائيا من ثقافة الخلاف، فالاختلاف بلا شك أمر صحي ومفيد وأرض خصبة لنمو الأفكار وتلاقحها، وفعال عند قراءة الأحداث والمواضيع وطرح وجهات النظر من خلالها من زوايا مختلفة، وهو كذلك فرصة لتحفيز العقل على التأمل والبحث والتقصي الذي هو من أهم مقاصد الاختلاف والعكس صحيح. فلو كانت الآراء متماثلة ومتفق عليها فلن يكون الحوار مشبعا وثريا بما فيه الكفاية وسيكون الجمود غالبا هو سيد الموقف والنتائج بشح المعلومات والدلائل، وفي ذلك يقول اليابانيون: (إذا تناقش اثنان معا واختلفا في الرأي فهذا جيد ولكن نتفق في القيم، وإذا لم نتفق في القيم ولا في النقاش فلا بد أن أحدنا ليس له قيمة)؟! وأكثر ما يفسد الحوار هو التعصب للرأي وذلك مؤشر لضعف الحجة والثقة في النفس، فالواثق من نفسه قوي الحجة يتراجع عن رأيه عندما يكتشف خطأه، وهذا هو الفرق بين المثقف والمتعلم - كما جاء في كتاب خوارق اللاشعور للدكتور علي الوردي - فالمتعلم كما ذكر هو من تعلم أمورا لم تخرج عن نطاق الإطار الفكري الذي اعتاد عليه منذ صغره، فهو لم يزدد من العلم إلا ما زاد في تعصبه وضيق في مجال نظره، أما المثقف فهو يمتاز بمرونة رأيه وباستعداده لتلقي كل فكرة جديدة وللتأمل فيها ليأخذ وجه الصواب منها، وهناك ركائز أساسية مهمة يبنى عليها الحوار الناجح توطد علاقتك بالآخرين وتجعلك أكثر قبولا وجاذبية منها: 1 - ضع في ذهنك أنك دخلت الحوار لكي تستفيد من أي كان وليس لتقنع الطرف الآخر أو ليقنعك. 2 - ضع جل تفكيرك في مناقشة الأفكار والآراء بعيدا عن الأشخاص. 3 - لا تضع في تفكيرك أثناء الحوار "كيف أرد على الطرف الآخر". 4 - لا تحكم على بعض حديث الطرف الآخر ولا تبني عليه ولكن انتظر واستمع لكل ما يقوله وافهمه فلربما يكون آخره موضحا لما قبله. 5 - استمع وأنصت وتفاعل مع محدثك بكل حواسك - حتى ولو كنت تعرف ما يقول – ولا تنشغل عنه قدر استطاعتك. 6 - عندما تريد أن تطرح فكرة فاجعل محاورك يشاركك إياها كأنه من تبناها وكأن الفكرة فكرته وذلك أفضل من أن تعرضها عليه بصيغة الأمر مثل: (هيا بنا إلى ذلك المكان / ما رأيك أن نذهب إلى المكان .. الخ ) 7 - استشهد بكلام محدثك عندما تصل لنقطة أو جزئية في الحوار مرتبطة بما كان يقوله مثل أن تقول: ( كما ذكرت قبل قليل .. إلخ) وذلك لتشعره بأهمية ما يقوله أثناء الحوار واحذر أن تقول: (نعم سمعتها أو كما قال فلان .. إلخ). 8 - ادعم رأيك وفكرتك بالشواهد والدلائل والحقائق المؤكدة ليكون الحوار مثمرا وإيجابيا. 9 - كن مبادرا وأشرك من حولك في الحوار - إن استدعى الأمر ذلك – لأن البعض يخجل من المشاركة في الحوارات فكن إيجابيا وانتهز الفرصة واكسر ذلك الحاجز وكن مساعدا لهم في تطوير ذاتهم. 10 - حاول أن تنطلق مع محاورك وتبدأ معه الحوار من خلال نقاط الاتفاق فيما بينكم ليصل الحوار قدر الإمكان إلى مرحلة إيجابية وللهدف المنشود.