ما زال الحجاج كبار السن يتذكرون صعوبة الوصول إلى المشاعر المقدسة، حيث كان يقضي بعضهم أكثر من ثلاثة أشهر لقطع المسافات على الأقدام أو على الإبل لأداء الحج، ولكن مع تطور العصر واستخدام السيارات والقطارات والطائرات، أصبح الوصول إلى المشاعر المقدسة أمرا ميسورا. وفي هذا السياق، قال عبدالله الجهني البالغ من العمر 75 عاما ل"الوطن" إن التطور في المشاعر المقدسة يعتبر نقلة نوعية كبيرة، مبينا أنه أصيب بالدهشة من الاهتمام والتغير الذي طرأ على جسر الجمرات، موضحا أن الرمي في هذا الوقت يعتبر في غاية السهولة، وأن التنقل بين المشاعر يتم عن طريق القطار. وأثناء حديثه فاضت عيناه بالدمع، متذكرا الماضي وقال إن آخر حجة له كانت قبل 47 عاما، وإن من يتذكر الماضي ويرى الحاضر، يعلم أن هذه نعمة من الله يجب الحمد والشكر عليها، مشيرا إلى أنهم في الماضي كانوا يعانون حتى يصلوا إلى المشاعر المقدسة، حيث تستمر الرحلة لأكثر من شهر ونصف الشهر للوصول إلى مكةالمكرمة. فيما ذكر حسن الغامدي أن الأهالي في السابق كانوا يستقبلون الحجاج بعد عودتهم من رحلة الحج، التي كانوا يسمونها "رحلة العمر"، بأصوات عالية تبشر بعودة الحجاج ثم تليها الزغاريد، فصوت النجر، مشيرا إلى فرحة عودة الحاج إلى أهله وأهل قريته من هذه الرحلة التي يقطعها قديما سيرا على الأقدام أو على الجمال، مضيفا أنها كانت رحلة محفوفة بالمخاطر وقطاع الطرق والأمراض. وأضاف الغامدي أن الحج في هذا الوقت يعتبر الأسهل من ناحية الوصول إلى مكةالمكرمة والتنقل بين المشاعر المقدسة بكل يسير وسهولة، مشيرا إلى أن توسعة المسجد الحرام ومشروع تطوير جسر الجمرات والاهتمام بالأنفاق وتنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة بالقطارات، شاهد على اهتمام حكومتنا الرشيدة بالحجاج وبذل الغالي والنفيس لضيوف الرحمن.