لم يكن الطفل يحيى يعلم أن براءته ولهوه في فناء منزله، سوف تغتالها يد الخسة والغدر من ميليشيات التمرد الحوثي وحليفهم المخلوع صالح، الذين يصرخون للعالم، وهم من ينتهكون حقوق الإنسان، ويستهدفون المدنيين الأبرياء بكل عبثية وسط صمت بليد من المنظمات العالمية. قصف الأبرياء استيقظت قرية الحضن الحدودية غرب مدينة نجران أمس على استشهاد طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وإصابة طفل آخر يبلغ من العمر تسع سنوات، جراء سقوط مقذوف أطلق من الأراضي اليمنية، واستقر في فناء منزل أحد أبناء قبيلة آل عباس، التي تسكن قرية الحضن القريبة من الجبال المطلة على اليمن. كما تسبب المقذوف في إصابة ثلاثة عمال من الجنسية الباكستانية. اغتيال الطفولة علمت "الوطن" أن الطفلين يحيى منصور آل عباس، ومهدي صالح آل عباس، كانا يلهوان داخل فناء منزلهما مع شروق شمس أمس، ويشاهدان ثلاثة عمال من الجنسية الباكستانية أثناء عملية بناء مظلة داخل المنزل، ولكن يد الغدر الخائنة من الميليشيات الحوثية وأتباع المخلوع صالح وجهت مقذوفا ليقتل طفولة يحيى، الذي لم يتجاوز عمره السنوات الثلاث، ليذهب شهيدا وطيرا من طيور الجنة، فيما أصيب الطفل مهدي، الذي لم يتجاوز عمره تسع سنوات بشظايا في مقدمة الوجه وحالته مستقرة. كما تعرض العمال الباكستانيون الثلاثة لإصابات من شظايا المقذوف بسبب القصف العشوائي، الذي أصبح التي يستهدف المدنيين والأبرياء داخل الأحياء السكنية في مدينة نجران. إسعاف المصابين أوضح مصدر طبي بصحة منطقة نجران، أن الطفل يحيى تم إسعافه في طوارئ مستشفى نجران العام، ولكنه فارق الحياة خلال محاولة إنقاذه من قبل الأطباء، لينضم إلى قائمة شهداء الوطن، فيما استقبل طوارئ مستشفى الملك خالد بنجران الطفل مهدي، ومصابا آخر باكستاني الجنسية، إثر تعرضهما لإصابات متفرقة. وكانت حالة الطفل مهدي مستقرة، حيث تعرض لإصابة بشظايا في مقدمة الوجه، وتم تقديم الخدمات الطبية له، وتنويمه، بينما كانت حالة الباكستاني خطيرة جدا، حيث تعرض جسمه بالكامل لشظايا متعددة، وتم تقديم الخدمات الطبية له، وأوصى الفريق المعالج بنقله إلى غرفة العمليات لإنقاذ حياته. المدني يباشر أوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بالمنطقة المقدم علي بن عمير آل جرمان، في تصريح صحفي أمس، أنه عند الساعة 8:50 صباح أمس باشر رجال الدفاع المدني بلاغا عن سقوط مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية، مما نتج عنه استشهاد طفل سعودي الجنسية، تغمده الله بواسع رحمته، وإصابة آخر وثلاثة مقيمين، حيث تم نقلهم للمستشفى. وبحسب إحصائية الدفاع المدني، يصبح عدد الضحايا المدنيين في منطقة نجران خلال الأيام العشرة الماضية فقط 10 شهداء، من بينهم خمسة مواطنين وطفل، إضافة إلى إصابة 14 آخرين. قتلة الأطفال سجلت ميليشيات التمرد الحوثي تاريخا أسود في استهداف الأطفال وطلاب وطالبات المدارس منذ الأيام الأولى لبدء عملية عاصفة الحزم، لاستعادة الشرعية في اليمن، حيث أطلقت خلال الأسبوع الأول مقذوفات "الكاتيوشا" على مجمع مدارس البنات في حي الضيافة، مما نتج عنه إصابة ثلاث طالبات بجروح متفرقة، وجرى تنويمهن في مستشفى الملك خالد. ثم توالت القصص الإجرامية للانقلابيين، فعلى سبيل المثال لا الحصر، إطلاق قذائف عسكرية على الشهيدة ريم بنت حسن آل منصور وطفلها فيصل بن أنور آل مريح البالغ من العمر ثلاثة أشهر، ليكون هذا الرضيع أصغر شهداء عاصفة الحزم. وروى مطلق العنزي والد أحد الأطفال المصابين شهادته قائلا: بينما كان ابني متعب البالغ من العمر أربع سنوات يلعب في غرفته، تعرض منزلنا في حي العريسة بمدينة نجران لمقذوف عسكري من الأراضي اليمنية، أسفر عن تعرض ابني لشظية في رأسه جراء هذا المقذوف، وتم نقله إلى مستشفى الملك خالد بنجران، والكشف عليه وعلاجه، مبينا أن طفله ما زال يعاني نفسيا جراء هذا المقذوف. كما تعرض الطفل عبدالله قرواش آل صلاح لبتر في كتفه الأمين واستئصال الأمعاء والبنكرياس والكلية اليسرى، بسبب صاروخ حوثي سقط على فناء منزله بحي الشرفة. الشريط الحدودي واصلت القوات السعودية المرابطة على الحدود الجنوبية نجاحاتها المتواصلة في ردع الانقلابيين، حيث تمكنت أمس من إفشال محاولات تسلل عدد من مسلحي الحوثي وقوات المخلوع صالح، وذلك قبالة نجران بقطاع سقام ورقابة الشرفة. وأفاد مصدر ل"الوطن" بأن المدفعية السعودية تمكنت من تكبيد ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح العديد من الخسائر في العتاد والأرواح. وأضاف المصدر أنه تم تدمير مستودع للأسلحة كانت ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح قد استغلت فترة الهدنة، وقامت بتخزين عدد من الأسلحة فيه. كما تمكنت طائرات f15 من ضرب عدد من الأهداف المتحركة قبالة الحدود. وأكد المصدر أن طائرات الأباتشي بنجران أثناء عملها المعتاد لتمشيط الحدود، تمكنت من تدمير منصة لإطلاق مقذوفات تابعة للحوثيين. من جهته، قال المتحدث الرسمي للحرس الوطني الرائد محمد العمري إن رجل أمن من قوات الحرس في نجران استشهد بعد تعرضه لإصابة في نجران، وهو الشهيد العريف علي بن عبيد النتيفات، رحمه الله.