بقلوب صابرة محتسبة شهدائها عند الله، شيعت جموع غفيرة من الأهالي الضحايا الخمسة الأبرياء في نجران وحبونا والمشعلية، وهم فارس محمد آل منصور، حسن مسعود آل منصور، إبراهيم حسن آل منصور "15 عاما"، هادي علي الشهراني، خالد حمد الكربي. ومن موقع تشييع شهداء قبيلة آل منصور، قال الأب المكلوم مسعود آل منصور في تصريح إلى "الوطن" "الحمد لله أولا وأخيرا على قضائه وقدره، وأقول إن الوطن غال، مهما قدمنا له من أبنائنا صغارا وكبارا فلن نوفيه حقه، ونقف مع قيادتنا الرشيدة قلبا وقالبا لردع المتمردين والانقلابيين الحوثيين حتى يتحقق النصر"، مشيرا إلى أن أبناءهم الثلاثة طالهم القصف العبثي للحوثيين عندما توجهوا عصر أول من أمس لتفقد سيارتهم في المدينة الصناعية بنجران. إصابة مباشرة أدت جموع من المسؤولين والأهالي في جامع الملك فهد بمحافظة حبونا، ظهر أمس، صلاة الميت علي الشهيد هادي الشهراني، ومن ثم مواراته الثرى في مقبرة المحافظة. وقال ابن عم الشهيد إن لديه من الأبناء أربعة، وهو متقاعد من الشرطة، ذهب برفقة ابنه إلى المدينة الصناعية لإصلاح سيارته، وعبر المقذوف العشوائي من فوق رأس الابن، ليصيب الأب مباشرة، وحاول الابن إسعاف والده بسيارته الخاصة إلى المستشفى، لكنه تعرض - بسبب العجلة - لحادث حركة وانقلبت سيارته على طريق الملك عبدالعزيز بالعريسة، مما أدى لإصابته بإصابات متفرقة، فيما كان والده قد توفي مباشرة بعد إصابته بالمقذوف. معاناة النساء والأطفال يقول المواطن هادي حسين آل منصور، الذي تعرض منزله لإحدى القذائف العشوائية الحوثية وأصيبت على أثرها زوجته بكسرين في الحوض والكتف، فضلا عن جروح متفرقة في الجسم، إنه تم نقلها إلى مستشفى الملك خالد بنجران، ومن ثم إلى مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، وظلت هناك لمدة شهرين وأجريت لها العديد من العمليات، مشيرا إلى أن إصابة زوجته تسببت لطفلتيه بالعديد من الأضرار النفسية جراء بعدهما عنها. ويشير مطلق العنزي، والد الطفل متعب البالغ من العمر أربع سنوات، أنه بينما كان طفله يلعب ويلهو في غرفته، تعرض منزله في حي العريسة بمدينة نجران إلى مقذوف عسكري من الأراضي اليمنية، كاد أن يودي بحياته، حيث أصيب بشظية في رأسه جراء هذا المقذوف، وتم نقله إلى مستشفى الملك خالد بنجران وعلاجه، مبينا أن طفله ما زال يعاني نفسيا جراء هذا المقذوف. عرس لم يكتمل شاءت الأقدار أن يكون الشهيد خالد الكربي موجودا بصناعية نجران لحظة سقوط المقذوفات، وفي موقع الحدث بالتحديد عندما قام بتوصيل ابن عمه من المشعلية بغرض إخراج سيارته من إحدى الورش. وكان الشهيد قد بدأ مراسم التجهيز للانتقال إلى عش الزوجية، بعد أن عقد قرانه قبل أسبوعين من الحادثة، وعمل على ترتيب حفل زفافه خلال الأيام المقبلة، لكن الانقلابيين قتلوا هذا المشروع، ورحل خالد بقذائف الغدر الحوثية التي تطال المواطنين بدون سابق إنذار. تحدث عم الشهيد، ناصر حمد الكربي، إلى "الوطن" قائلا "ببالغ الحزن تلقيت نبأ وفاة خالد وأنا خارج الدولة في رحلة علاجية لجدته، وكان الخبر صدمة قوية وفاجعة كبيرة بالنسبة لي وللوالدة التي كانت في حالة نفسية صعبة، ولكن هذا هو المكتوب، قدّر الله وما شاء فعل، ولعل ما يخفف من قوة الصدمة هو رجاؤنا أن يتقبله الله شهيدا، وفور وصول الخبر رتبنا إجراءات العودة لحضور تشييع جثمانه وإكمال العلاج فيما بعد". انتهاك مبادئ الحروب في الوقت الذي يبذل فيه التحالف العربي والحكومة الشرعية اليمنية الجهود المضنية لتجنب قصف المدنيين من أجل الحفاظ على أرواحهم، إلا أن مسلحي الحوثيين والمخلوع صالح لم يكتفوا بالمتاجرة بالأطفال والزج بهم في معارك القتال، وكذلك استخدام المنازل والمساجد والمدارس والمستشفيات، وجعلها مستودعات للأسلحة، حيث ينتهك الانقلابيون مبادئ الحروب بعشوائية القصف على المدنيين في الحد الجنوبي للمملكة، حيث يلجأ مسلحو الحوثيين والمخلوع صالح لاستهداف المدنيين من خلال إطلاق القذائف العشوائية التي تستهدف المدنيين الأبرياء مما يؤدي في أحيان كثيرة إلى سقوط العديد من القتلى والمصابين فضلا عن تدمير هذه المنازل. في نجران استهدفت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح العديد من المنازل تسببت في عدد من الوفيات أغلبها من النساء والأطفال وذلك في محاولات يائسة للرد على الضربات القوية التي يتلقونها من التحالف، وقال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني بالمنطقة المقدم علي آل جرمان الشهراني في تصريح إلى "الوطن"، إن الدولة قادرة على حماية أبنائها، وإن الوضع مطمئن في المنطقة ولله الحمد، مؤكدا أنه تمت إزالة الآثار التي خلفها القصف العشوائي الذي شهدته المدينة الصناعية أول من أمس، مؤكدا عدم وجود مصابين غير الشهداء الذين تم الإعلان عنهم. وأشار آل جرمان إلى أن الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح دأبوا على استهداف المدارس والمحلات التجارية والمنازل والمساجد والمصانع.