فيما واصلت مقاتلات التحالف العربي لاستعادة الشرعية غاراتها على مواقع الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع، علي عبدالله صالح، في محافظاتصنعاء وصعدة وتعز، تعيش العاصمة صنعاء أجواء توتر رهيبة، بسبب الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الميليشيات الانقلابية، تحوطا لمعركة استعادة صنعاء. وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن الغارات أسفرت عن وقوع خسائر كبيرة وسط الانقلابيين وكبدتهم عشرات القتلى والجرحى. فعلى صعيد محافظة صنعاء، استهدفت الطائرات قوات الحوثيين المرابطة في جبل الريد بمديرية بني حشيش، مما أدى إلى مصرع 12 مسلحا وإصابة 22 آخرين بجروح. كما استهدفت الغارات مواقع عسكرية تسيطر عليها الميليشيات في صنعاء، من بينها معسكرات ضبوة والنهدين، وقاعدة الديلمي الجوية، والكلية الحربية، وشملت الغارات معسكر القوات الخاصة بصنعاء، ومعسكر لواء العمالقة في مديرية حرف سفيان، بمحافظة عمران، شمال اليمن. تشديد أمني تعيش العاصمة خلال الفترة الحالية، حالة طوارئ غير معلنة، بسبب استنفار الميليشيات الانقلابية لمسلحيها، ونشر أعداد كبيرة منهم في معظم الشوارع، ونصب مئات من نقاط التفتيش. كما تجوب دوريات أمنية شوارع العاصمة بصورة مستمرة، فيما شنت جماعة الحوثيين خلال الأيام الماضية حملة اعتقالات عشوائية، طالت أعدادا كبيرة من الناشطين السياسيين، بتهمة الانتماء لعناصر المقاومة الشعبية. وتتركز الإجراءات الأمنية المشددة بشكل خاص على الأحياء الشمالية للعاصمة، مثل حي المطار وجدر، حيث يشرع عناصر الجماعة في تدقيق هويات المارة، وتفتيش أغراضهم، منذ ساعات المغرب. إضافة إلى تفتيش السيارات وتأخير راكبيها لأوقات طويلة، مما أشارع نوعا من الاستياء وسط المواطنين. وفوجئ سكان الأحياء القريبة من مطار صنعاء الدولي، خلال الساعات الماضية بنشر أعداد كبيرة من المسلحين في مساحات متقاربة، لا تتجاوز 50 مترا، حيث يستوقفون المواطنين ويطالبونهم بإبراز أوراقهم الثبوتية. أجواء الرعب وصف الناشط السياسي في المقاومة الشعبية بإقليم آزال، عبده الصنعاني، الإجراءات التي تتخذها ميليشيات الانقلابيين حاليا في صنعاء، بأنها تعبير حقيقي عن حالة الرعب التي تعيشها، مشيرا إلى أن هناك أنباء سرت خلال الفترة الماضية تؤكد أن أعدادا إضافية من عناصر المقاومة استطاعت التسلل إلى داخل صنعاء، بكامل أسلحتها، وأنها بانتظار الإعلان الرسمي لمعركة التحرير، حتى تتولى تنظيم صفوف الثوار، والقيام بانتفاضة داخلية. وقال الصنعاني في تصريح إلى "الوطن": "ما إن سرت تلك الأنباء، حتى أصاب الرعب صفوف الانقلابيين، وبادروا إلى شن حملة تمشيط واسعة شملت معظم أحياء العاصمة وضواحيها، إلا أنها لم تسفر عن شيء، ومن جانبنا نؤكد أن الثوار يوجدون داخل العاصمة، وأخذوا كافة استعداداتهم، لدعم الانتفاضة الشعبية والانخراط في صفوفها، بمجرد إعلان معركة التحرير".