تعيش العاصمة اليمنية صنعاء أجواء ما قبل التحرير، حيث يترقب مواطنوها - في أي لحظة - اندلاع انتفاضة داخلية ضد ميليشيات الحوثيين وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وانعدام الخدمات، والغلاء الفاحش الذي طال معظم السلع الأساسية. وأشارت مصادر من داخل صنعاء إلى أن المتمردين الحوثيين بدأوا في تشديد الإجراءات الأمنية في كل شوارع العاصمة وأحيائها الرئيسة، كما نشروا العديد من نقاط التفتيش التي تبدي قدرا كبيرا من التشدد مع المدنيين وتحد من قدرتهم على الحركة، ما أحال حياتهم إلى جحيم. كما تزايدت حالات اقتحام المنازل، والمداهمات الأمنية التي تمثلها في الغالب مجاميع مسلحة، لا تحمل أي صفة أمنية رسمية. حيث تكثر الانتهاكات والتجاوزات للقانون. وكانت تقارير كثيرة قد أكدت أن العاصمة ومحيطها باتت مهيأة تماما للثورة ضد الميليشيات، وذلك بسبب تزايد التجاوزات التي ارتكبتها الميليشيات، والظلم الذي مارسوه على المواطنين. تقدم الثوار تقدمت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية أمس، مسنودة بقوات التحالف إلى أطراف مديرية نهم التابعة لمحافظة ريف العاصمة على بعد 70 كيلومترا من صنعاء. كما سيطرت على جبل صلب في نفس المديرية، ما دفع أحد قادة الجيش الموالي للحوثيين إلى القول إنه بعد وصول القوات الموالية للشرعية إلى مشارف صنعاء، وبعد استعادة حرض وميدي وحصار صنعاء من جهة الغرب، فإن هناك توقعات بانسلاخ أعداد كبيرة من ضباط وجنود الحرس الجمهوري، وانضمامهم إلى قوات المقاومة. وأضاف مصدر عسكري - رفض الكشف عن اسمه - قائلا إن هناك معلومات مؤكدة بأن كثيرا من عناصر الحرس الجمهوري قد أكملوا اتفاقهم مع شخصيات نافذة في المقاومة الشعبية، بإعلان انسلاخهم فور بدء معركة تحرير صنعاء، على أن يشكلوا داخل العاصمة وحدة للمقاومة، تتولى تنفيذ أعمال من الداخل، بالتنسيق مع مقاومة آزال. كذلك دارت معارك شرسة على مشارف حرض التابعة لمحافظة حجة، حيث توغلت وحدات عسكرية من قوات الجيش الموالي للشرعية، بدعم من المقاومة الشعبية، باتجاه مدينة حرض حتى وصلت كوبري وادي حرض، وتقوم بمحاولات للسيطرة على جبل النار الاستراتيجي. تدمير أسلحة التمرد شنت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة، سلسلة غارات عنيفة على معسكر الاستقبال بضلاع همدان شمال شرق العاصمة صنعاء. كما استهدفت بغاراتها معسكر "اللواء 35" مدرع، الخاضع لسيطرة الانقلابيين في مفرق المخا غرب تعز. وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن أصوات غارات عنيفة سمعت في محيط المواقع التي استهدفها القصف، ما يؤكد تدمير عدد من مخازن الأسلحة التي تحتفظ بها ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، مشيرة إلى أن شظايا الصواريخ والمقذوفات تطايرت في الأحياء السكنية، ما أصاب المدنيين بحالة من الفزع، اضطروا معها إلى مغادرة مساكنهم. وأعرب سكان محليون عن غضبهم من ميليشيات الحوثيين التي تلجأ للاحتفاظ بالأسلحة في الأحياء السكنية، ما يشكل خطورة بالغة على أرواح المدنيين.