أكدت تقارير أن الغارات الجوية التي شنتها المقاتلات الروسية والسورية على أنحاء متفرقة من سورية أمس، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا، ألقت بعض القنابل التي تحتوي على مادة "النابالم" الحارقة المحرم استخدامها دوليا ضد المدنيين. وقالت التقارير إن طائرات النظام ألقت أمس عشرات البراميل المتفجرة تحوي مادة النابالم على الأحياء السكنية في مدينة داريا بريف دمشق الغربي، مما أدى إلى اشتعال حرائق في مبان سكنية، مشيرة إلى أن الغارات تزامنت مع استمرار محاولات قوات النظام اقتحام المدينة وانتزاع السيطرة عليها من يد المعارضة المسلحة. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل أكثر من 50 مدنياً في مجزرة جديدة ارتكبتها طائرات النظام والمقاتلات الروسية في حلب وريفها الغربي، مؤكدا أن القتلى بينهم أربعة أطفال، سقطوا نتيجة قصف مدفعي وجوي لقوات النظام والطائرات الروسية تركز على مناطق تسيطر عليها الفصائل المعارضة، فيما أطلق مقاتلو المعارضة قذائف على مناطق تسيطر عليها قوات الأسد غرب حلب. كل أنواع الأسلحة قالت مصادر إن كل أنواع الأسلحة تستخدم في القصف، ومنها الصواريخ الفراغية والألغام البحرية والبراميل المتفجرة، كما ترافق القصف الجوي مع قصف بالمدافع والصواريخ الباليستية استهدف مناطق خاضعة للمعارضة في حلب وريفها، مشيرين إلى أن القصف الروسي استهدف مستشفى في ريف حلب الغربي، مما أدى إلى دمار كبير لحق به. وفي محافظة إدلب التي تتعرض منذ نحو أسبوع لقصف جوي عنيف، شنت طائرات روسية وسورية غارات مكثفة على المدينة وعلى بلدتي سراقب وتفتناز بريفها، وشملت الغارات أحياء سكنية في هذه المناطق، واستخدم الطيران الروسي فيها القنابل العنقودية والفسفورية. وأشارت المصادر إلى أن أكثر من 40 غارة جوية استهدفت مرافق عامة، بينها أسواق داخل مدينة إدلب وفي بلدات أخرى، وكان من بين ضحايا التصعيد الروسي السوري في إدلب عشرة مدنيين قتلوا وتفحمت جثثهم في قرية عرب سعيد. وفي حمص وسط سورية - وحسب المصادر- فإن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب آخرون جراء قصف لطائرات النظام استهدف الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة وقرية الفرحانية بريف حمص الشمالي، مما تسبب في دمار كبير. وعلى جبهة أخرى في سورية، أجلى الهلال الأحمر السوري ليل أول من أمس، الفتاة غنى قويدر، 10 سنوات، المصابة برصاص قنص من مدينة مضايا المحاصرة من قوات النظام إلى مدينة دمشق للعلاج، بعد مناشدة ناشطين ومنظمات حقوقية النظام السماح بنقلها للعلاج. توثيق الجرائم أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس أن ست قاذفات روسية من طراز توبوليف نفذت غارات على جنوب شرق مدينة دير الزور وشرقها وشمال شرقها، دمرت خلالها مركزين قياديين وستة مستودعات أسلحة وآليات لتنظيم داعش، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عمليات انتقام مروعة من مدينة سراقب ردا على إسقاط مروحية روسية، وذلك في الفترة من الأول إلى الثامن من الشهر الجاري. وقد استخدمت فيها الذخائر العنقودية والكيميائية في إحدى المرات. واستند تقرير المنظمة على عمليات المراقبة والتوثيق اليومية، إضافة إلى التحدث مع ناجين من الهجمات أو مع أقرباء للضحايا أو مع شهود عيان على الحوادث. وبحسب التقرير، فإن تصاعد العملية العسكرية على مدينة سراقب تسبب في نزوح ما لا يقل عن 1800 عائلة إلى الأراضي الزراعية حول المدينة.