قتل تسعون شخصاً -بينهم أطفال- في غارات روسية على مدينة إدلب وريفي حلب ودمشق، بينما أعلن فصيل "فيلق الشام" أسر عنصرين من المليشيات الإيرانية المقاتلة في ريف حلب الجنوبي، أفاد مراسل «الجزيرة» في سوريا بسقوط ثمانين قتيلا -بينهم أطفال ونساء- وإصابة العشرات في غارات روسية بالصواريخ الفراغية على مدينة إدلب وقصف في ريفي حلب ودمشق، ونددت منظمة "هيومان رايتس ووتش" بما وصفته بالاستخدام المتزايد للقنابل العنقودية في سوريا في العمليات العسكرية التي تقودها روسيا وقوات النظام، ووثّقت أكثر من 20 حالة استخدام للقنابل العنقودية منذ بدء التدخل الروسي في أواخر سبتمبر الماضي. بينما قالت مصادر النظام إنها سيطرت على قرية خان طومان الإستراتيجية في ريف حلب الجنوبي، وصدت فصائل المعارضة بريف اللاذقية هجوما لقوات النظام ومليشيات حزب الله وعناصر من إيران والعراق وأفغانستان على جبل غزالة أو ما يعرف بقمة النبي يونس2، رغم المساندة الجوية الكبيرة من الطيران الروسي، وتمكَّنت المعارضة في الريف الجنوبي لحلب، من قتل 50 عنصرًا من المليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام، وأسر 4 آخرين، وقتل شخص وإصابة 10 آخرين، أمس، في قصف صاروخي استهدف حي مساكن برزة في دمشق. مجازر روسية وفي التفاصيل، فقد سقط في إدلب وحدها 47 قتيلا في غارات روسية استهدفت شارعي الجلاء والمحافظة وسط المدينة التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا. وأفادت مصادر في الدفاع المدني التابع للمعارضة بأن طائرات حربية روسية استهدفت مبنى المحكمة في مدينة إدلب بثمانية صواريخ، والمحكمة الشرعية في حي القصور بغارتين، وكذلك مبنييْ الكتب المدرسية والأمن الجوي ، وهي مبان تقع تحت سيطرة جيش الفتح. وأكدت مصادر المعارضة أن الطيران الروسي شن غارات على مدينة إدلب، استهدفت فرع الحزب والأبنية السكنية المجاورة، والأحياء السكنية في حي القصور وشارع الجلاء ومنطقة الصناعة. من جهة أخرى، قتل عشرون مدنيا -بينهم نساء وأطفال- وجرح عشرات جراء غارات روسية على مدن وبلدات الباب وكفرناها وتادف في ريف حلب، كما قتل أربعة مدنيين -بينهم طفلتان ووالدتهما- في غارات روسية على بلدة الأشعري في غوطة دمشقالشرقية. من جهة أخرى، قتل عشرون مدنيا -بينهم نساء وأطفال- وجرح عشرات جراء غارات روسية على مدن وبلدات الباب وكفرناها وتادف بريف حلب، كما قتل أربعة مدنيين في غارات روسية على بلدة الأشعري بغوطة دمشقالشرقية. وفي ريف حمص الشمالي، قتل مدنيان وأصيب آخرون عندما ألقت طائرات النظام براميل متفجرة على مدينة الرستن. بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام قصفت مناطق في أطراف مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي. وفي ريف دمشق، قال اتحاد التنسيقيات: إن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على مدينة داريا، بينما ذكر ناشطون أن الطيران الحربي شن عدة غارات على حي جوبر الدمشقي. صد هجوم أسدي وفي السياق، صدت فصائل المعارضة بريف اللاذقية هجوما شنته قوات النظام ومليشيات حزب الله اللبناني وعناصر من إيران والعراق وأفغانستان على جبل غزالة أو ما يعرف بقمة النبي يونس2، ولم تنجح المساندة الجوية الكبيرة من الطيران الروسي -الذي أطلق عشرات الصواريخ على مواقع المعارضة- في تحقيق أهداف الهجوم. وأشار القائد الميداني في الفرقة الأولى الساحلية أبو أحمد حمدو إلى أن الهجوم بدأ، مساء الأحد، واستمر حتى الساعات الأولى من صباح أمس الإثنين، انطلاقاً من قرية مركشيلة بعد تمهيد ناري مكثف بكل أنواع الأسلحة. ولفت إلى أن القوات المهاجمة تمكنت من السيطرة على أحد مواقع الجيش الحر بالقرب من جبل غزالة، لكن وصول المؤازرة من الفصائل العسكرية المقاتلة بريف اللاذقية ومن ساندهم مؤخرا أرغمها على الانسحاب مخلفة جثث قتلاها في الغابات. موقع إستراتيجي ولجبل غزالة أهمية معنوية كبيرة لدى مقاتلي ريف اللاذقية باعتباره من أوائل الجبال التي تم تحريرها في المنطقة، وذلك في شهر سبتمبر/أيلول 2011. ويتمتع الجبل بموقع إستراتيجي مهم باعتباره ثاني أعلى قمة في ريف اللاذقية بعد قمة النبي يونس، ويبلغ ارتفاعه ما يزيد على الألف متر، ولذلك سمي بقمة النبي يونس2، وهو يطل على عشرات القرى في جبل الأكراد، ويتمكن الطرف المسيطر عليه من رصد الحدود التركية وصولا إلى الجبل الأقرع. ويرى الضابط المتقاعد طارق حاج بكري أن جبل الأكراد بكامله سيكون مهددا بالقصف والاقتحام في أية لحظة إذا ما تمكنت قوات النظام من السيطرة على جبل غزالة، وأن ما جعله خاصرة رخوة هو سيطرة النظام على قرية مركشيلة التي تقع إلى الجنوب منه وتفصله عن قمة النبي يونس الشهر الماضي. وأشار إلى أن سيطرة قوات النظام على الجبل ستمنحها في الحد الأدنى فرصة قطع طرق إمدادات وتحركات المعارضة بين أغلب القرى ومحاور القتال، حيث سيكون من السهل استهدافها بالأسلحة حتى المتوسطة منها. وتعتبر فصائل المعارضة جبل غزالة نقطة شديدة الأهمية ستعمل ما في وسعها للاحتفاظ بسيطرتها عليه، حيث تنطلق منه عملياتها العسكرية. أسيران إيرانيان من جهة أخرى، نشر "فيلق الشام" التابع للجيش السوري الحر صورة على صفحته في موقع تويتر لشخصين يرتديان ملابس عسكرية، قال، إنهما "إيرانيان أسرهما في بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي". كما نشر فيديو وصورا قال: إنها لقصف تجمعات المليشيات الإيرانية في ريف حلب الجنوبي، بصواريخ كاتيوشا، وغراد، والمدفعية الثقيلة.