لم يجد المخلوع، علي عبدالله صالح، أمام التقدم الذي تحققه المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الوطني في معظم جبهات القتال بمدينة صنعاء، وخصوصا على جبهة نهم، سوى توجيه أصابع الاتهام لحلفائه الحوثيين بالخيانة، واستلام رشاوى مقابل الانسحاب من بعض الجبال المطلة على صنعاء. وبدأت وسائل إعلامية موالية له التحذير من وقوع خيانات واسعة، حسب زعمها، حيث ادعت قناة "اليمن اليوم" التابعة للمخلوع أن عناصر حوثية تنازلت عن مواقع إستراتيجية بمقابل مادي، وهو ما نفته مصادر محلية، مؤكدة أن الانقلابيين الحوثيين لم ينسحبوا من أي موقع، وأن الجيش الوطني هو الذي دفعهم إلى الهرب بعد أن أوقع بينهم عشرات القتلى والجرحى خلال الأيام الماضية. وقال المركز الإعلامي للمقاومة في بيان "المخلوع صالح كعادته يسارع إلى إلقاء اللوم على الآخرين في أي إخفاق يتعرض له، وتسيطر عليه هواجس الخيانة، لسبب بسيط هو أنه أكبر الخائنين وأول الذين يطعنون الآخرين في ظهورهم. والمقاومة لم تلجأ إلى التواصل مع الحوثيين، بل تعاملت معهم بمنطق القوة، ودفعتهم إلى الفرار مذعورين. ولم يكن الثوار بحاجة إلى مثل هذه الأساليب لأن الانقلابيين كانوا أصلا في حالة يرثى لها من الضعف، وسارعوا إلى الفرار مع تقدم القوات الموالية للشرعية". وأضاف المركز أن مثل هذه الاتهامات دليل على ضعف الجبهة العسكرية للميليشيات، ومؤشر على حجم الخلافات التي تعصف بهم، وهي خلافات لم تعد مقصورة على الجانب السياسي فقط. وتابع "اتهامات المخلوع أحدثت ردود أفعال سلبية واسعة وسط الحوثيين الذين بادروا إلى نفيها، وإلقاء اللوم بدورهم على عناصر الحرس الجمهوري، واتهموهم بعدم الرغبة في القتال، وفقدان الدافعية. ويتوقع أن تتصاعد هذه الخلافات خلال الفترة المقبلة، وأن تتسع بشكل أكبر". وكشف المركز أن الخلافات بين طرفي الانقلاب وصلت خلال الفترة الماضية إلى حد التصفية والاغتيالات، حيث تبين أن عددا ممن يسمون بأبناء القبائل الهاشمية، الموالين للتمرد الحوثي، لقوا حتفهم بطريقة مثيرة للشبهات في جبهة القتال بتعز، حيث قتلوا بطلقات أصابتهم في ظهورهم، وهو ما رفع أصابع الاتهام لعناصر موالية للمخلوع باستهدافهم.