شهدت صنعاء، أمس، اشتباكات عنيفة بين جنود موالين للمخلوع، علي عبدالله صالح وبين ميليشيات الحوثي. وأشار شهود عيان إلى أن الاشتباكات دارت بين جنود من قوات الأمن الخاصة ومسلحي الجماعة الانقلابية، بسبب التأخير في صرف مرتبات الجنود. وأن الاشتباكات اندلعت بين جنود قوات الأمن الخاصة المكلفين بحماية السفارة الأميركية ومسلحي الحوثي في محيط السفارة بمدينة سعوان شرق صنعاء، حيث قطع الجنود الشارع أمام السفارة للمطالبة بصرف مرتباتهم المتأخرة فما كان من مسلحي الميليشيات إلا الاشتباك معهم والاستعانة بتعزيزات مسلحة كبيرة، واعتقال عدد منهم والسيطرة على المكان. تبادل الاتهامات وكانت الانتصارات المتتالية التي حققها الجيش الوطني المعزز بالمقاومة الشعبية، قد زادت من الاتهامات المتبادلة بين طرفي الانقلاب، وفي الوقت الذي حمَّل فيه المخلوع مسؤولية هزيمة قواته في معسكرات الحرس الجمهوري بفرضة نهم للانقلابيين الحوثيين، واتهمهم بتسليم تلك المعسكرات للقوات الموالية للشرعية، نفت الميليشيات تلك التهم، مشيرة إلى أن الروح الانهزامية لعناصر الحرس الجمهوري هي السبب في الهزائم التي منيت بها، ووصفت المخلوع ومواليه بأنهم أدمنوا الخيانة، ويبحثون عن مخرج آمن لهم. بدوره، وجَّه القيادي في جماعة الحوثيين، القاضي عبدالوهاب قطران، أصابع الاتهام إلى صالح بأنه وراء الهزائم في معسكر نهم، من خلال انسحاب قوات الحرس الموالية له، وأوضحت هذه الاتهامات مدى الضعف الذي يعاني منه الانقلابيون، والخلافات التي باتت تعصف بتحالفهم الذي بني على مصالح شخصية. هزيمة نفسية حمَّل القيادي المقرب من المخلوع، محمد علي علاو، الحوثيين مسؤولية الهزيمة التي حاقت بالحرس الجمهوري في فرضة نهم، مشيرا إلى أن التمييز الذي مارسوه بحق القوات، والاعتداء على معسكرات الحرس الجمهوري، أصاب عناصر اللواء بالإحباط. وطالب علاو جميع أنصار اللواء بحمل السلاح، وأن يتنبهوا لأنفسهم وأحيائهم في العاصمة صنعاء. كما تبادل طرفا الانقلاب الاتهامات بالوقوف وراء انتشار الشعارات المؤيدة للمقاومة الشعبية في أحياء العاصمة، مما شكَّل هزيمة نفسية ساحقة للجماعات المتمردة، التي أرسلت سياراتها المزودة بمكبرات الصوت، للتجول في شوارع صنعاء تطلب من المواطنين التطوع في صفوفها، دون أي استجابة حقيقية.