وسط تحفظ حلف شمال الأطلسي "الناتو" على اجتماع رئيسي روسياوتركيا، فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان، الثلاثاء الماضي، قال متحدث باسم الحلف "ليس لدينا تعليقات محددة فيما يتعلق باجتماع بوتين مع إردوغان، ولكن كما أعلن الأمين العام للناتو مراراً، أنه من المهم للحلف أن يحافظ على قنوات اتصال مفتوحة مع روسيا، كذلك فإن تركيا حليف هام في حلف شمال الأطلسي". وفي رد أقرب إلى التحذير، أكدت الناطقة باسم حلف شمال الأطلسي أوانا لونجسكو، أن عضوية تركيا في الحلف ليست موضع شك بعد محاولة الانقلاب الفاشلة هناك. وقالت لونجسكو إنه "في ضوء تقارير وسائل الإعلام التي تضاربت حول موقف حلف الناتو من الانقلاب الفاشل في تركيا وعضوية تركيا في الحلف، فإن الموقف الواضح للحلف هو أن تركيا حليف ثمين، وأن مساهمته كبيرة في الجهود المشتركة للحلف". وأشارت إلى أن "عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي، ليست موضع سؤال. تحالفنا ملتزم بالدفاع الجماعي، ويقوم على مبادئ الديمقراطية والحرية الفردية وحقوق الإنسان وسيادة القانون"، لافتة إلى أن دول "الناتو" تعول، على استمرار مساهمة تركيا في دعم الحلف". وتأتي تصريحات حلف الناتو ردا غير مباشر على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن "تركيا حاولت حتى الآن التعاون مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لكن النتائج لم تُرضِنا، فبدأنا نبحث عن آخرين"، وذلك في إشارة إلى انتقادات عدة دول غربية للإجراءات السياسية والقانونية التي اتخذتها الحكومة التركية ضد معارضيها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، ومطالبتها لأنقرة باحترام مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون. وأكد جاويش أوغلو أن الضرورة تقتضي أن تنشئ تركيا نظام الدفاع عن النفس من خلال الاعتماد على التكنولوجيا التركية والتعاون مع الدول الأخرى، منوها بأن "قرار زيادة التعاون مع روسيا في مجال الدفاع ليس موجهاً ضد حلف الناتو". وعلى الرغم من تصريحات وزير الخارجية التركي، وما أثارته من لغط في وسائل الإعلام، إلا أن مستشار الرئيس التركي إلنور تشيفيك أعلن أن تركيا لا تخطط لإغلاق قاعدة "إنجرليك"، وستواصل التعاون مع الولاياتالمتحدة بغض النظر عن تحسن علاقاتها مع روسيا. وقال "إنه على الغرب أن يحترم الواقع، وأن يحترم أن تكون لدى تركيا سياسة وطنية خاصة بها تهدف إلى حماية مصالح البلاد. يذكر أن الولاياتالمتحدة تستخدم قاعدة "إنجرليك" الجوية التركية لتسديد الضربات إلى تنظيم داعش، ويتم تنظيم عمل القاعدة بمعاهدة حول التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين. وكانت أنقرة في وقت سابق قد أغلقت القاعدة مؤقتا عقب محاولة الانقلاب العسكري في البلاد في منتصف يوليو الماضي.