اعتبرت أنقرة أمس أن الاتحاد الأوروبي «رسب في اختبار» محاولة الانقلاب الفاشلة، محذراً من أنه قد «يخسر» تركيا. تزامن ذلك مع تشديد الحلف الأطلسي على أن انتماء تركيا إليه «ليس مطروحاً لنقاش»، وذلك بعد تقارير صحافية اتهمت استخبارات الحلف والولاياتالمتحدة بالتورط بالمحاولة الفاشلة. إلى ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعضاء اتحاد المصدرين في بلاده إلى إبلاغ السلطات عن أي فرد يشتبهون في أنه من أنصار الداعية المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية. ورأى في الأمر «واجباً وطنياً»، ولو كانوا أقارب أو أصدقاء. وحضّ المصارف على ألا تتبنى أسعار فائدة مرتفعة، منبهاً إلى أن تركيا ستتخذ إجراءات ضد المصارف التي «تسير في الاتجاه الخطأ». واعتبر أن امتناع المصارف عن «تمهيد الطريق للمستثمرين» سيشكّل «خيانة». في غضون ذلك، علّق وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على انتقادات وجّهتها دول غربية لحملة «تطهير» شنّتها السلطات التركية بعد محاولة الانقلاب، وتحذيرها إياها من إعادة العمل بعقوبة الإعدام للاقتصاص من الانقلابيين. وأسِف لأن «الاتحاد الأوروبي يرتكب أخطاء فادحة»، معتبراً أنه «رسب في اختبار ما بعد محاولة الانقلاب». وأضاف: «دعم (الأتراك) لعضوية الاتحاد، والذي كان يبلغ نحو 50 في المئة، يبلغ الآن نحو 20 في المئة». وأضاف: «لسنا مسؤولين عن ذلك، المسؤول هو الاتحاد الأوروبي الذي تبنّى موقفاً مؤيّداً للانقلاب وشجّع الانقلابيين». وشدد على أن التقارب بين تركياوروسيا لا يستهدف إزعاج أوروبا أو الولاياتالمتحدة، مضيفاً: «لا نصلح علاقاتنا بروسيا لتوجيه سالة للغرب». واستدرك: «إذا خسر الغرب تركيا يوماً، سيكون ذلك بسبب أخطائه، لا بسبب الروابط الجيدة لتركيا مع روسيا أو الصين أو العالم الإسلامي». وأفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بأن الأميرال مصطفى زكي أوغورلو الذي طُرد أخيراً من القوات المسلحة التركية، ويعمل في قاعدة «نورفولك» التابعة ل «الأطلسي» في ولاية فرجينيا الأميركية، طلب اللجوء في الولاياتالمتحدة. وأشارت إلى أن القضاء التركي اصدر مذكرة لتوقيف أوغورلو، علماً أن مقالاً نشره الموقع الإلكتروني للحلف في نيسان (أبريل) الماضي عرّف أوغورلو بأنه مساعد قائد قيادة «نورفولك» لشؤون القيادة والسيطرة ونشر القوات والاستدامة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في السفارة التركية في واشنطن إن أوغورلو لم يسلّم نفسه للسلطات في أنقرة بعدما أمرت باعتقاله الشهر الماضي. وأصاف أنه «ترك شاراته وبطاقة هويته في القاعدة» في 22 تموز (يوليو) الماضي، و «لم يسمع أحد أي شيء عنه». وأشار إلى استدعاء ضابطين آخرين برتبتين أقل من الولاياتالمتحدة إلى تركيا، «أحدهما عاد والآخر سيعود قريباً». في السياق ذاته، علّقت ناطقة باسم «الأطلسي» على تقارير أوردتها الصحافة التركية، اتهمت استخبارات الحلف والولاياتالمتحدة بالتورط بالمحاولة الانقلابية، مؤكدة أن «انتماء تركيا إلى الحلف ليس مطروحاً لنقاش». وأضافت أن الحلف «يعوّل على المساهمات المستمرة» لأنقرة «التي يمكنها أن تعوّل على تضامن (الأطلسي) ودعمه». وذكّرت بأن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ تحدّث إلى جاويش أوغلو «ليلة محاولة الانقلاب، ولاحقاً إلى أردوغان»، مضيفة انه ندّد «بشدة بالمحاولة» الفاشلة. وكرّرت «دعماً كاملاً للمؤسسات الديموقراطية التركية»، معتبرة أن أنقرة «حليف ثمين» للحلف. وسخرت ناطقة باسم الخارجية الأميركية من تقارير إعلامية تركية تتهم مركز «وودرو ولسون» للبحوث بالتورط بمحاولة الانقلاب، منبّهة إلى أن «لا فائدة من هذا الشكل من نظرية المؤامرة واللهجة التحريضية».