التقط الكرملين، الإشارة التي تراجع عنها سريعاً وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو حول احتمال فتح قاعدة «انجرليك» جنوبتركيا قرب حدود سورية امام الطيران الروسي، ووصف الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف العرض الذي «علمت به موسكو من وسائل الإعلام» بأنه «مهم للغاية»، مؤكداً انفتاح موسكو للنقاش حول الموضوع مع انقرة على رغم انه استدرك ان روسيا «لا تجري حالياً مفاوضات مع تركيا في هذا الخصوص». وكان شاوش أوغلو تراجع عن تصريحاته إلى التلفزيون الرسمي حول إمكانية «أن يطاول التعاون مع روسيا ضد داعش فتح قاعدة إنجرليك أمام القوات الروسية». وقال إن «الإعلام الذي نقل عنه تصريحاته فهمها خطأ»، ما أثار زوبعة من النقاش السياسي في تركيا حول هذه «الزلة» السياسية. وقال شاوش أوغلو مساء الأحد رداً عن سؤال لمذيعة القناة الرسمية «تي أر تي» حول احتمال فتح قاعدة انجرليك للروس: «نحن والروس نتعاون ضد داعش، ونتعاون مع عدد من الدول الغربية ضد داعش، وفتحنا لها قاعدة انجرليك لضرب داعش في سورية، فلم لا نفعل الشي نفسه مع موسكو؟». لكن شاوش أوغلو نفسه قال في مؤتمر صحافي صباح الإثنين بعد اجتماع لمجلس الوزراء، حول ترحيب الكرملين بتصريحاته حول انجرليك بأنه لم يتحدث مطلقاً عن فتح القاعدة أمام الروس وإن الإعلام نقل تصريحاته في شكل مغلوط. وعلق عدد من نواب المعارضة في البرلمان بالقول إن الوزير ما زال تحت تأثير لقائه الإيجابي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في سوتشي الأسبوع الماضي لدرجة أنه نسي أن قاعدة انجرليك تابعة ل «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) حتى لو كانت لتركيا السيادة عليها، وأن دخول الروسي اليها في وقت تقلع فيه الطائرات الأميركية والألمانية والفرنسية والبريطانية منها أمر يجب بحثه أولاً مع «ناتو» قبل أن تتخذ أنقرة قراراً في شأنه. وكان شاوش أوغلو شدد على ضرورة زيادة التعاون والتنسيق الأمني مع موسكو في شأن «داعش» والإرهاب، مشيراً إلى أن كلا الدولتين مهددتان من «داعش» وأن التعاون بينهما قد يكون مثمراً جداً. وترى الأوساط التركية أن تصريحات شاوش أوغلو على رغم نفيها تشير إلى المدى الذي تستعد فيه الحكومة التركية للتعاون مع روسيا في الشأن السوري، وأن هذا قد ينعكس سلباً على عدد من الفصائل المعارضة السورية التي كانت تدعمها تركيا وتقدم لها الحماية في سورية. ولم يصدر رد فعل عن وزارة الدفاع الروسية الى مساء امس، لكن بيسكوف اوضح: «لم يكن هناك أي تبادل رسمي للرسائل او الآراء مع الجانب التركي» في شأن استخدام انجرليك، مضيفاً أن الكرملين «لا علم لديه عن اتصالات بين العسكريين من البلدين حول استخدام قاعدة عسكرية تركية». وقال بيسكوف أن الجانب الروسي علم بالاقتراح التركي عبر وسائل الإعلام، لكنه وصفه بأنه «تصريح مهم للغاية من دون شك». وأكد أن الهيئات الروسية المعنية ستحلل التصريحات التركية من وجهتي النظر السياسية والعسكرية، مضيفاً ان «على الطرفين ان يمنحا الحديث عن هذا الموضوع صفة رسمية». واعتبر انه «من المفيد ان نحدد تفاصيل ما يجري الحديث في شأنه». من جانب آخر، اعلن بيسكوف أن على روسياوتركيا أن تعيدا فتح قنوات تبادل المعلومات بين أجهزة الاستخبارات في البلدين. وتطرق الى أنباء عن تورط مواطنين روس في تفجيرات مطار «أتاتورك» في أنقرة الثلثاء الماضي، مؤكداً ان «هذا الحادث يثبت مرة أخرى أهمية الإبقاء على قنوات تبادل المعلومات مفتوحة، ومراعاة الأهمية القصوى للمعلومات التي يقدمها كل طرف الى الطرف الآخر».