لم يستبعد مراقبون مصريون صحة ما ذكره موقع "إسرائيل ديفنس" العسكري، حول تزويد طهران لتنظيم "أنصار بيت المقدس" الموالي لتنظيم داعش في سيناء، بأسلحة إيرانية الصنع، مؤكدين أن قيام طهران بتسليح الجماعات المتشددة أمر معلوم منذ سنين بعيدة. وقال مساعد وزير الدفاع الأسبق، اللواء نبيل فؤاد، في تصريحات إلى "الوطن" "كل شيء ممكن، لكن الأمر لا يمكن أن يزيد عن الأسلحة المحدودة مثل البنادق وغيرها من الأسلحة الخفيفة، ويجب أن نعلم أن العمليات العسكرية التي يشنها الجيش المصري في سيناء تأتي في مواجهة ميليشيات مسلحة لها علاقات مع جهات عديدة، والمهم بالنسبة لهذه التنظيمات الحصول على السلاح". وأضاف "في الوقت ذاته يمكن أن تكون التنظيمات الإرهابية حصلت على تلك الأسلحة من خلال العصابات غير الشرعية لتهريب السلاح، خاصة وأن هناك وجودا إيرانيا قويا في بلدان مثل سورية والعراق، ما يوفر بيئة حاضنة لتوفير السلاح إيراني الصنع بأيدي عناصر الميليشيات التابعة لها هناك". تسليح المتشددين أشار الدكتور محمد محمود السيد، باحث في العلوم السياسية، إلى دراسة أعدها عيران زوهار، الباحث الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا، ونشرت في أغسطس الماضي، أن إيران هي أحد المصادر الرئيسية لتسليح الجماعات المتشددة في سيناء، وأن طهران مستعدة للتغاضي عن الخلافات الدينية من أجل بناء مكانة رفيعة ونفوذ واسع لها بين دول العالم الإسلامي، وليس فقط داخل الطائفة الشيعية. وكان الموقع نشر صورا تظهر عناصر من التنظيم وهم يحملون سلاح القنص الإيراني الصنع المعرف باسم "صياد AM-50"، مشيرا إلى أن "مثل هذه الأسلحة تم رصدها من قبل في غزة وسورية وأماكن أخرى في الشرق الأوسط". وأضاف الموقع أن جميع الصور التي نشرها حساب تويتر أخذت من شريط فيديو صادر عن التنظيم. ارتباك الدواعش كشفت دوائر أمنية مصرية سعي تنظيم "أنصار بيت المقدس" لزرع خلايا نائمة في المناطق المكتظة بالسكان بمحافظات الدلتا بعيدا عن سيناء بسبب الضربات المتلاحقة للمسلحين هناك، وآخرها القضاء على قائد أنصار بيت المقدس أبو دعاء الأنصاري التي تسببت في إرباك حسابات الإرهابيين المختبئين بسيناء. وأشارت أجهزة الأمن الوطني إلى أن "التنظيم كان يستهدف قبل عامين تجنيد عناصر وتسفيرها إلى سيناء، أما الآن فيستهدف زرع خلايا نائمة بعيدا من سيناء، حيث ألقت قوات الأمن في الغربية القبض على خلية من عشرة أشخاص على صلة بالتنظيم، وكان يتزعمها أحد العائدين من ليبيا، وكان على تواصل بالتنظيمات الإرهابية في ليبيا، كما تم القبض على خلية أخرى في الشرقية تضم أعضاء تمكنوا من الفرار إلى سورية للالتحاق بالتنظيم المتشدد هناك قبل أن يعودوا إلى مصر سعيا لنقل عملياتهم الإرهابية لداخل مصر".