فيما تحاول ميليشيات الحوثي المتمردة وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، تحريك جبهة الحدود وتركها مشتعلة لتحقيق انتصارات وهمية و"إعلامية"، لعلها تسهم في رفع روح عناصرها الجديدة التي زج بها للحدود دون تدريب أو تأهيل، كشفت جولة "الوطن" في منطقة جازان وجود هدوء حذر وسط يقظة تامة من قبل رجال القوات المسلحة وحرس الحدود السعودي، بعد تمكنهم من صد جميع المحاولات الفاشلة التي قامت بها مجموعات المتمردين خلال الأيام الماضية للتسلل داخل الأراضي السعودية، قبالة محافظة الحرث ومنفذ الطوال. وأفادت مصادر تابعة لقوات التحالف بأن المدفعية السعودية وطائرات الأباتشي كبدت العدو خسائر فادحة وقتلت منهم العشرات، بينما فر البقية حاملين جرحاهم. وذكر عدد من رجال حرس الحدود المرابطين على ثغور الوطن أن حدود المملكة عصية وستبقى عصية على الأعداء، ولن يجد من تسول له نفسه الاقتراب منها إلا الموت، وأن جميع تجمعات المتمردين يتم رصدها واستهدافها في وقت مبكر. عصابات فاشلة التقت "الوطن" خلال جولتها في جازان بعدد من أهالي القرى الحدودية بمحافظتي صامطة والطوال، والذين أكدوا أن الاعتداءات العشوائية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية وأعوانهم المتمردون التابعون للمخلوع صالح، لم تؤثر على مجريات الحياة ولا على الأهالي، مشيرين إلى أنهم يمارسون حياتهم اليومية بدون قلق، وأن القذائف الطائشة التي تتعامل معها القوات المسلحة في وقتها تزيدهم تمسكا، لا سيما أنها تدل على جرائم هذه العصابات الفاشلة التي تحاول زعزعت الأمن. أمن وأمان أوضح المشرف على مجمع إسكان الملك عبدالله لوالديه، رئيس لجنة إصلاح ذات البين بصامطة محمد مدخلي، أن المواطنين في القرى الحدودية التابعة لصامطة يمارسون حياتهم الطبيعية رغم دوي المدافع وسقوط القذائف، وقال إن "الكل يشعر بالأمن والأمان، وأنهم على يقين بأن استهداف العدو لسكان القرى إنما هو نتيجة هزائمه المتكررة أمام القوات الباسلة المتمركزة على طول الشريط الحدودي، مشيرا إلى أن سقوط القذائف يؤكد سمات الغدر والتمرد والإرهاب التي تتصف بها ميليشيات الحوثي وأعوانهم. شهداء في الميدان شهداء الحد الجنوبي هم مثال مشرف على المضحين من أبناء هذا الوطن بأرواحهم، والأجمل من ذلك هو تقبل أهالي هؤلاء الشهداء أخبار استشهادهم بالزغاريد والفرحة والافتخار. وروى شقيق الشهيد محمد عريبي أحد منسوبي القوات العسكرية الذي استشهد في مواجهات بمنفذ الطوال، أثناء التصدي لمحاولة تسلل أن شقيقه أصيب في صدره بما يدل على أنه كان مقبلا لا مدبرا. وأضاف أن والدته استقبلت خبر الاستشهاد بالفرح والاستبشار وطلبت التهنئة من الجميع بهذا الفخر. حياة طبيعية أكد المواطن علي حكمي، وهو من ساكني قرية صيابة الحدودية التابعة لمحافظة صامطة التي سقطت فيها أخيرا عدد من القذائف، على أن المواطنين في القرية يمارسون حياتهم الطبيعية بكل تأكيد، ولم تؤثر عليهم مثل هذه الاعتداءات الحوثية التي تعكس أخلاق هذه الجماعة الإرهابية، حيث يحاولون بكل دناءة صناعة أي حدث إعلامي لتمردهم عبر استهداف المدنيين وإطلاق القذائف على الأحياء والقرى السكنية. عدوان همجي أكد علي ناشب والد الطفلة التي تعرضت للإصابة نتيجة تعرض منزلها لإحدى القذائف التي سقطت بالطوال أنهم صامدون في وجه العدو بأرواحهم، ولن تؤثر فيهم هذه الاعتداءات الفاشلة، لافتا إلى أن حالة ابنته مستقرة وأن روحه فداء للوطن. وأشار إلى أن ما حدث من عدوان همجي من قبل جماعة الحوثية وأعوانها من المتمردين لا يزيد المواطنين إلا شموخا واعتزازا بموقف المملكة وبسالة القوات المسلحة التي تنجح دائما في ردعها. طلقة غادرة أوضح شقيق الشهيد حمد كعبي أحد منسوبي حرس الحدود بقطاع الطوال، أن استشهاد شقيقه جاء بعد مواجهات بدأت مع غروب الشمس وتوقفت في تمام التاسعة ليلا بعد ردع المعتدين والقضاء على عدد كبير منهم. وأشار شقيق الشهيد حمد إلى أنه تلقى الخبر أثناء تواجده بشرورة كونه أيضا أحد المرابطين على الحدود، وأضاف "فرحت بخبر استشهاد شقيقي، كما تلقت أمي الخبر بالزغاريد"، مشيرا إلى أنه تم تشييع جثمان شقيقه وسط حضور جمع غفير من أقاربه وزملائه وكبار الضباط والمسؤولين. وذكر زملاء الشهيد حمد أنه تعرض لطلقة غادرة في كتفه الأيمن، ليعود لزملائه بعد ذلك ويقومون بإطلاق النار على المعتدين، وردعهم ثأرا لزميلهم، والذي فاز بالشهادة أثناء نقله إلى المستشفى. إنقاذ الزملاء قال شقيق الشهيد محمد عريبي أحد منسوبي القوات المسلحة إن استشهاد شقيقه كان ملحمة بُطولية، إذ لقي ربه وسط المعارك على الحدود، وأضاف أن شقيقه توقع استشهاده، وقال لوالدته في آخر إجازة له "أنا راح استشهد". وروى زملاء الشهيد عريبي قصة استشهاده وسط المعارك، حيث تعرضت إحدى عربات القوات المسلحة لمقذوف، فتوجه الشهيد لإسعاف وإنقاذ زملائه، وأثناء ذلك تعرض لمقذوف وأصيب، ليأتي أحد زملائه لحمله وأصر الشهيد عريبي على توصيته وزملائه بألا يسمحوا لأعداء الوطن بتدنيس حدوده".