سجلت «عاصفة الحزم» مواقف عدة وقصصا بطولية مثيرة سطرها رجال أمننا البواسل المرابطون على الشريط الحدودي لحماية ثرى هذا الوطن الغالي تفيض بالوطنية والحماس والعزيمة واجتماع الكلمة لهؤلاء الأبطال الذين تركوا كل شيء خلفهم من أجل هدف واحد وهو حماية الدين ثم المليك والوطن. منهم من ضحى بنفسه وانتقلت روحه إلى بارئها، معتبرا أن روحه فداء للدين والوطن، ومنهم من تجرع الألم نتيجه الإصابة، ولكن عزيمته وإصراره أجبرته إلى العودة ومشاركة زملائه المرابطين على الشريط الحدودي. «عكاظ» التقت بعدد من الجنود المرابطين على الشريط الحدودي وحاورتهم عن أبرز المواقف والقصص التي لا زالت عالقة في ذاكرتهم أثناء تأدية واجبهم الوطني، حيث سردوا لنا بعضا من تلك القصص التي جسدت روح العزيمة والثبات والإيثار فيما بينهم. بداية تحدث العريف يحيى علي طالبي قائلا: «من المواقف التي لا أنساها هو لحظة استشهاد زميلي العريف محمد بن علي عريبي أثناء إحدى المواجهات ضد الحوثيين، وقد استشهد أثناء محاولته إنقاذ أحد زملائنا المصابين في أرض المعركة، إلا أن القدر كان أسرع من ذلك وتم استهدافه من قبل الأعداء بقذيفة هاون، وفارق الحياه وهو يردد الشهادة». وأكد طالبي بأن الشهيد عاهد جميع زملائه قبل استشهاده بساعات قليلة بأن لا يتخلى عنهم مهما كانت الظروف و لن يترك مصابا تتخطفه أيدي الحوثيين وسيبذل قصارى جهده لإنقاذهم. من جهة أخرى، أوضح الجندي أحمد محمد حاج مدخلي، أنه ما زال يستذكر يوم استشهاد زميله العريف محمد علي يحيى مشهور أحد أفراد الكتيبة السادسة الذي استشهد إثر تعرض العربة التي كان يستقلها في عملية تمشيط على الحدود بمحافظة الطوال بمنطقة جازان بنيران جماعة الحوثي الإرهابية، مبينا أنه كان قد نجا في مرة سابقة أثناء تأديته إحدى المهام الموكلة إليه في عملية تطهير قرية الجابري الجبلية والتي أبلى فيها بلاء حسنا، حيث التفت عليه إحدى جماعات العدو الحوثي لكن الإرادة الإلهية أنقذته بعد تدخل أحد زملائه ليتم تخليصه من الحصار بعد أن قتل العدو الحوثي. وأضاف، أن الشهيد عرف بين زملائه بالشجاعه والإقدام في كل مرة يتعرض فيها لإصابة ويصر على العودة مجدداً إلى ميدان الشرف والبطولة بعزيمة وروح معنوية أكبر. وروى وكيل الرقيب حسن الوادعي قصة أخرى، مبينا أن من المواقف الخالدة في ذاكرته كثيرة، ومنها عندما كان يؤدي واجبه على الشريط الحدودي وشهد تبادل إطلاق نار من قبل الأعداء اقتضى مع زملائه الرد عليهم بالمثل ونتج عن ذلك إصابة 10 من زملائه بإصابات مختلفة، وكذلك استشهاد زميلهم العريف سليمان المالكي والذي يعتبر أول شهيد في عاصفة الحزم، مبينا أن الشهيد المالكي كان أثناء أدائه عمله حريصا على قراءة القرآن وقد أتم حفظ عدد من أجزائه أثناء مرابطته على الحدود، سائلا الله تعالى أن يتقبل زملاءهم من الشهداء وأن يمن على المصابين بالشفاء وينصرهم على الأعداء عاجلا غير آجل. ومن جهة أخرى، تزينت مجالس المواطنين بصور عدد من جنودنا البواسل والمواطنين الذين استشهدوا في ميدان الشرف والعزة دفاعا عن حدود الوطن، وكان من بين هؤلاء الشهداء من قضى نحبه وهو في الخطوط الأمامية يدافع ببسالة لآخر لحظة من حياته، وآخرون لحقتهم شظايا العدو واستشهدوا متأثرين بجراحهم من مقذوفات المتمردين الحوثيين. ومن أبرز القصص المؤثرة قصة الطفل الشهيد فيصل آل منصور والذي لم يتجاوز الستة أشهر، حيث أصابته قذائف الغدر مع والدته الشهيدة ريم آل منصور أثناء وجودهم بالمنزل قبيل صلاة المغرب. كما أن الجندي مانع علي داحن آل سنان اليامي سجل اسمه بمداد من نور في أعلى سجلات العز بعد أن استشهد أثناء أداء واجبه في الدفاع عن الوطن على الشريط الحدودي بمحافظة الطوال جنوب منطقة جازان والشهيد الذي تداول زملاؤه قصة استشهاده وبسالته، يبلغ من العمر 28 عاما وهو أكبر أبناء والده ولديه 4 إخوان و7 أخوات، ولم يسبق له الزواج. وتبرز في ملاحم البطولة قصة الجندي أول بحرس الحدود بمنطقة نجران صالح مانع المحامض اليامي الذي استشهد إثر طلق ناري تعرض له خلال مشاركته زملائه في مركز السد التابع لحرس الحدود بنجران في مواجهة العدو الحوثي، كما يتذكر المواطنون بفخر قصة الشهيد حسين مهدي آل الحارث اليامي، أحد منسوبي حرس الحدود بنجران، والذي استشهد وهو يؤدي عمله على الشريط الحدودي. ولا تغيب عن الذاكرة قصة شهيد الواجب الرقيب علي حسين آل شيبان اليامي من منسوبي القوات البرية، والذي استشهد أثناء أداء واجبه إثر سقوط قذيفة على مركز عاكفة الحدودي من داخل الأراضي اليمنية، وكذلك الشهيد عبدالله آل عرجاء اليامي الذي استشهد إثر القصف الحوثي الذي تعرض له حي الفيصلية بنجران. ويستحضر المواطنون قصة الشاب عبدالله بن دواس آل منصور الذي استشهد إثر سقوط مقذوف من داخل الأراضي اليمنية على منزله. وآخر تلك القصص التي تعكس التضحيات العديدة المتواصلة لأبناء هذا الوطن الغالي، استشهاد حمد علي ياسين آل هتيلة أحد أفراد شرطة منطقة نجران إثر قذيفة غادرة من داخل الأراضي اليمنية.