برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تنطلق مساء غد الدورة العاشرة لسوق عكاظ في الطائف، ويشهد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ الأمير خالد الفيصل، حفل الافتتاح الذي سيكرم خلاله الفائزين بجوائز عكاظ في دورته الحالية، ويلتقي الأربعاء بضيوف سوق عكاظ، كما يعقد لقاء مفتوحا مع الشباب بجامعة الطائف. ويشهد سوق عكاظ مشاركة نحو 30 مفكرا وأديبا في 7 ندوات ثقافية وأمسيات الشعرية تقام على مدى 3 أيام، وتركز الندوات على الدراسات النقدية للشاعر الجاهلي عروة بن الورد، وللشاعر والأديب السعودي عبدالله بن خميس، كما ستبحث جهود الترجمة في فرنسا، والمخطوطات المهاجرة، مع تناول عدد من التجارب الكتابية والفنية، بجانب البحث عن موضع الهوية الثقافية في العالم الرقمي، وحماية الخصوصية في وسائل التواصل الاجتماعي، ويشارك شعراء عكاظ الفائزون في الأمسيات الشعرية التي ستقام خلال أيام الفعاليات.
مئات الممثلين بدأت اللجنة المنظمة لفعاليات جادة "سوق عكاظ" تحت إشراف المخرج ممدوح سالم في تنفيذ البروفات الميدانية لمختلف فعاليات "الجادة"، و"مسرح الشارع"، والتي يتصدرها عرض "عبس وذبيان، حكايات الشعر والحرب"، والذي ينقسم بدوره إلى 4 مشاهد منفصلة، هي "ذهب وعوسج"، "منازل الكرم"، "حكمة القدر"، و"حوار السيوف"، ويستعرض كل منها محورا منفصلا من محاور السوق. وكشفت اللجنة المنظمة التي تضم مؤسسة "رواد ميديا" والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن مشاركة مئات من الممثلين والفنيين والكومبارس، من بينهم نحو مائة شاب متطوع من أبناء محافظة الطائف، إضافة إلى عدد من فنيي الإضاءة وهندسة الصوت والمصورين والمساعدين، وكذلك المؤلف حسين شاهين، والمخرج المنفذ خلدون كريّم، فيما يتولى إدارة التنظيم إلى جانب الإخراج المسرحي ممدوح سالم، وذلك لوضع اللمسات الأخيرة من جهة، وملاحظة أية ثغرات قد تكشفها التدريبات قبل الانطلاق الفعلي للسوق.
المشاهد المسرحية ترصد أحداث المشهد الأول "ذهب وعوسج" المروءة والشهامة العربية في القضاء على قُطاع الطرق الذين كانوا يغيرون على القوافل التجارية، بينما يرصد المشهد الثاني "منازل الكرام" منازلات عديد من شعراء الجاهلية في ميدان الكلمة وتطرقت إلى مناقبهم، فيما يرصد المشهد الثالث "حكمة القدر" مأساة الرجل المُسن "عُطيل" الذي يهيم على وجهه في أرجاء السوق ويتصرف كالأطفال ويهذي بكلمات غير مفهومة، ويتضح من خلال الأحداث أنه أحد كبار التجار وسيد من سادات قومه، وأخيرا يرصد المشهد الرابع "حوار السيوف" الخلاف الذي نشب بين قيس بن زهير من قبيلة "عبس"، وحذيفة بن بدر من قبيلة "ذبيان"، حيث تدور عديد من الأحداث إلى أن تثور ثائرة قيس وتشتعل حربا متواصلة بين القبيلتين لمدة أربعين عاما، أنهاها الحارث بن عوف وهرم بن سنان من سادات ذبيان وأشرافها. وأضاف مخرج العمل ممدوح سالم: إنه على الرغم من اتباع رؤية جديدة هذا العام لا سيما فيما يخص عروض "مسرح الشارع"، إلا أن الجميع كانوا على مستوى الحدث، وأظهروا كفاءة عالية في التجاوب مع التغيير، مؤكدا أن ذلك يثبت بدوره أهمية مثل تلك الفعاليات في شحذ الطاقات السعودية، وجعلها على قدر المسؤولية ومستوى المنافسة.