شن الكاتب بمنظمة بروجيكت سيندكيت، برنارد هنري، هجوما لاذعا على المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، مشيرا إلى أنه يمثل تهديدا على مستقبل كبرى دول العالم، بنظرته الضيقة، وأسلوبه السوقي، وعنصريته المرفوضة، وقال إذا أصبح ترامب رئيسا فسوف تواجه الولاياتالمتحدة والعالم بأسره مشكلة متعددة الأبعاد. فبادئ ذي بدء تواجهنا المشكلة المتمثلة في سوقيته المبتذلة العميقة. فقد شهدت أميركا الكثير من العجائب، ولكن ليس رئيسا محتملا مثله. والمشكلة أيضا في كراهيته المرضية للنساء، وعنصريته التي لا تعرف خجلا أو حياء. الجهل المطبق ترامب هو الرجل الذي، كما أكدت زوجته الأولى، احتفظ لفترة طويلة بمجموعة من خطب هتلر على الطاولة بجانب فراشه، والذي يجد ابتهاجا عظيما عندما يصف السود بأنهم "كسالى"، ويسخر من المكسيكيين باعتبارهم "مغتصبين"، ويحكم على المسلمين جميعا بأنهم مذنبون بالإرهاب. إضافة إلى معاداته للسامية أيضا، التي تتستر خلف أحاديث المائدة عن عدم رغبته في أن يحصي أحد أمواله غير "أولئك الرجال القصار القامة الذين يرتدون الطاقية اليهودية". وأضاف هنري أن المشكلة في افتقاره الفاضح إلى المعرفة؛ ليس فقط معرفته بالعالَم، بل وأيضا ببلده. فقبل أيام قليلة من الاستفتاء على استمرار بريطانيا في عضوية الاتحاد الأوروبي، لم يعرف معنى مصطلح Brexit. وهذا الشهر أظهر أنه لا يعرف عدد المواد التي يحتوي عليها دستور الولاياتالمتحدة. تهديد الأمن القومي من مشكلات ترامب إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الذي لا يفوت أي فرصة للتغني بإشاداته به. فكما قال ذات يوم "بوتن قائد عظيم قام بعمل عظيم في إعادة بناء روسيا".. والآن يبدو أن الروس يقفون خلف تسريب 19252 من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالحزب الديمقراطي، والأسوأ من ذلك أن ترامب حَرَّض بعد ذلك قوة أجنبية على التجسس ضد منافسته، فقال خلال مؤتمر صحافي "إن كنتم في روسيا تتنصتون إليّ، فأنا آمل أن تتمكنوا من العثور على 300 ألف رسالة بريد إلكتروني مفقودة". الواقع أن العواقب المترتبة على انتخاب ترامب سوف تكون مروعة حقا. ولن تكون المشكلة في سوقيته وابتذاله، وتمييزه الجنسي، وجهله المطبق المتجرئ، بل في خيانته لأميركا ذاتها. لقد اغتصب حزب أيزنهاور وريجان غوغاء فاسدون لم يخونوا قيم بلادهم فحسب، بل وأيضا مصلحتها الوطنية الأساسية.