أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، أن نعمة الإيمان أعظم نعمة على العبد، فمتى حظي بها فقد نال نعمة لا تداينها نعمة ولا توازيها منة، بها تتحقق سعادة الدنيا والآخرة، مؤكدا أن من فقد الإيمان ولم يعرف ربه، الذي خلقه ولا نبيه، الذي أرسله بالحق، تخبط وهلك، قال ابن تيميه رحمه الله "إن الجهل بالله سم مهلك". آثار الإيمان عظيمة أشار غزاوي إلى أن الإيمان عباد الله ريح ومغنم ومنة لا يقدر قدره إلا من عرف قيمته، وله آثار عظيمة تعود على حياة العبد المسلم، فمن آثاره التي حق لنا أن نقف عندها أن الإيمان يغير كيان العبد، فيكون باعثا له على بذل المعروف، ودافعا إلى استباق الخيرات، فإن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قال (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) رواه البخاري ومسلم، وعند الإمام أحمد بإسناد صحيح (والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير)، عليه فالمؤمن مستشعر أن له إخوة في الدين يحبهم ويجلهم، ويحب أن ينالهم من الخير مثل ما ناله، ويتحقق لهم من الفضل مثل ما تحقق له. ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن الإيمان له آثار مشرقة ونتائج حميدة، تنعكس على تصورات الأفراد وسلوكهم في الحياة، لذا كان لزاما أن يحرص المرء على تجديد الإيمان، وهذا ما أوصى به قدوة الأنام صلى الله عليه وسلم، حيث قال (إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) رواه الطبراني والحاكم بإسناد حسن. تعاون وتكافل قال الدكتور غزاوي: ما أحوجنا عباد الله أن نحيي معاني الإيمان في قلوبنا، ونحرص على أن نكون فاعلين ومؤثرين في واقعنا ومجتمعنا، ونسعى جاهدين في إعادة تلك الصور المشرقة التي تدلنا على ما كان يتحلى به المجتمع المسلم من التعاون والترابط والتكافل الاجتماعي، وأن نستشعر أيضا أن لنا إخوة في الدين يعانون من الأذى والاضطهاد في سبيل الله، ويلقون من الأذى والتعذيب من قبل أعداء الدين ما يلقون، وما أحرى المسلم أن يدعو ربه بأن يجعله مباركا أينما كان، ويجري الخير على يديه ويجعله ناصحا للعباد، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر من مفاتيح الخير ومغاليق الشر، حريصا على نفع الناس وخدمتهم. التفكر في آيات الخالق في المدينةالمنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم عن عظيم ما خلق الله سبحانه من مخلوقات في هذا الكون الواسع، تدل على عظمته سبحانه، وتوجب التفكر فيها، والمسارعة إلى التوبة وصرف العبادة له الواحد الأحد خالق كل شيء. وأكد أن أحسن ما أنفقت فيه الأنفاس هو التفكر في آيات الله وعجائب صنعه، والانتقال منها إلى تعلق القلب والهمة به دون شيء من مخلوقاته، مبينا أن آيات الرب هي دلائله وبراهينه التي بها يعرف العباد ربهم بصفاته وتوحيده، وأن التفكر في مخلوقات الله عبادة وهداية، وهو مبدأ الخيرات ومفتاحها.