سيف الله محمد شربتلي بعث ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رسائل عميقة للعالم الخارجي، وهو يظهر في الولاياتالمتحدة الأميركية بروحه الوثابة وحماسه الكبير، يجري المحادثات ويعقد الاتفاقيات والصفقات، ويلتقى السياسيين والاقتصاديين والمؤثرين في المجتمع الأميركي، قبل أن ينهي جولته ويطير إلى فرنسا ليكرر المشهد نفسه. في صورة رائعة رسمت العزيمة والرغبة الكبيرة التي يعمل بها عراب رؤية المملكة 2030. نعم.. حملت الزيارة التي استمرت ما يقارب من أسبوعين، رسائل عدة ليس للولايات المتحدة الأميركية وحدها، بل لدول أوروبا والعالم أجمع. فهذه هي السعودية الجديدة المتحمسة للنمو والتطور والراغبة في التحول إلى مملكة رقمية، والساعية إلى أن تكون نمرا اقتصاديا آسيويا وعالميا. الرسالة الأولى: تحمل معاني رمزية لا محدودة. فقد تحرر سموه من الملابس الرسمية في بعض اللقاءات، ليؤكد أن السعودية باتت أكثر مرونة، ولا يميل إلى الصورة النمطية السابقة التي عرفها البعض، وأنها بدأت قطار التغيير الاقتصادي الكبير الذي سيصب في مصلحة المواطن أولا. الرسالة الثانية: أن الفكر السعودي الجديد لم يعد يهتم فقط باللقاءات الرسمية الاعتيادية من المسؤولين والقادة، بل إنه يذهب لأبعد من ذلك، حيث التقى سمو ولي العهد مع صناع القرار في مجالات عدة، وخير شاهد على ذلك لقاؤه مع ماك زوكربيرج رئيس شركة فيسبوك، ولقاؤه مع تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل، ولقاءاته المتعددة مع رؤساء الشركات في مواقع عدة. الرسالة الثالثة: برهنت زيارة ولي ولي العهد، على أن الحكومة السعودية وشعبها يتكلمان لغة واحدة، فالمبتعثون السعوديون، ومنهم أطباء وأساتذة جامعة ومهندسون، يرتدون الملابس الشبابية العادية التي ترتديها الشعوب التي يعيشون معها، وهو ما عبر عنه الأمير محمد بن سلمان، بظهوره الاستثنائي في الولاياتالمتحدة الأميركية، معبرا عن الشباب الذين يمثلون أكثر من 60% من سكان المملكة. الرسالة الرابعة: التأكيد على أن السعودية بلد يعطي للابتكار والعلم مكانته الطبيعية، ويضع التقنية على رأس أولوياته، وهو ما ظهر بشكل واضح وجلي خلال جلسة النقاش التي حضرها ولي ولي العهد مع الرواد المبتكرين الأميركيين في وادي السيليكون، ممن قاموا باختراع أهم التطبيقات التي نستخدمها اليوم على هواتفنا الذكية. كما عقد اجتماعا مع مسؤولي أعرق الجامعات الأميركية، وتصريحاته التي أكد خلالها أن السعودية تطمح إلى أن تتحول في المستقبل إلى "مملكة رقمية". الرسالة الخامسة: الحماس والرغبة الكبيرة في بدء تطبيق مرتكزات رؤية 2030، والتي تقوم على توسيع الاستثمارات السعودية في الخارج، وفتح أسواق جديدة للمنتج السعودي، وبناء شراكات مع الدول الكبيرة، ولا يمكن أن نتجاهل أميركا وفرنسا كحليفين كبيرين، لهما وزنهما وقيمتها على الصعيد الدولي والعالمي.