بدأ الأمن الإيراني تضييق الخناق على الناشطين الأحواز والتصعيد من ممارساته القمعية والعنف المفرط، إذ قتل مؤخراً أحد النشطاء الأحواز في بلدة عبدان الرصاص الحي، مما يُنذر بموجة جديدة من الإرهاب الفارسي قد تطال العديد من النشطاء الأحوازيين. وأعلنت سلطات طهران عن عزمها تنفيذ قانون جمع السلاح الذي أقره البرلمان في عام 2010 وحذرت الأحوازيين بعقاب شديد ، فيما إذا لم يرضخوا لهذا القرار، وشددت السلطات الأمنية الإيرانية في بيان وزع على وسائل الإعلام في الأحواز أنها حددت مهلة 30 يوما كحد أقصى لتسليم أسلحتهم والاستفادة من قانون العفو في هذا المجال. وأضاف البيان أن كل أحوازي لا يستجيب لهذا القانون ضمن الفترة الزمنية المحددة له ستتم معاقبته طبقا للقوانين المنصوص عليها في هذا الشأن وهي السجن لفترة عشر سنوات ومصادرة السلاح. وتأتي هذه الخطوة بحسب المراقبين للشأن الأحوازي تنفيذا لما جاء في وثيقة "المشروع الأمني الشامل" التي تسربت قبل أشهر حيث تنص الوثيقة على ضرورة الحد من ظاهرة تهريب السلاح عبر الحدود البرية والبحرية إلى الأحواز من خلال نشر المزيد من قوات حرس الحدود والجيش على الحدود لمنع تسلل الأشخاص وتهريب السلاح. وكما تدعو الوثيقة إلى معاقبة كل شخص يحمل السلاح أو يتاجر به، بالإضافة إلى وجوب جمع السلاح المنتشر بين المواطنين الأحوازيين وكذلك منع إطلاق الأعيرة النارية في مجالس العزاء أو الأفراح. وقالت مصادر المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز ، إن رئيس محاكم الاحتلال في الأحواز، فرهاد أفشارنيا ، دعا خلال لقاء مع عدد من شيوخ القبائل في مدينة الأحواز العاصمة الحاضرين إلى التعاون مع قوات الأمن والمخابرات من أجل تنفيذ خطة جمع السلاح في الأحواز. وطالب أفشارنيا أولئك الشيوخ بالضغط على أبناء قبائلهم من أجل الشروع في تسليم أسلحتهم وكذلك حثهم على التعاون مع قوات الأمن والمخابرات في سبيل كشف ومعاقبة ممن لا يرضخون لهذا القرار. وحذر أفشارنيا الأحوازيين من عواقب وخيمة فيما إذا استمروا بالتمرد حسب وصفه على القوانين التي تقرها دولة الاحتلال في هذا الشأن مشيرا إلى اعتقال أربعة آلاف شخص خلال العام الماضي بتهم مرتبطة بحمل وحيازة السلاح فضلا عن إطلاق الأعيرة النارية في مجالس العزاء أو الأفراح. وفي سياق منفصل، هاجمت قوات الأمن الفارسية قرية بيت حنوش غرب مدينة السوس الأسبوع الماضي وفتحت نيران اسلحتها على المواطنين بشكل عشوائي مما أسفر عن إصابة شاب بجروح خطيرة. وأكدت مصادر المكتب الاعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، أن قوات من جهاز المخابرات تساندها قوات من الأمن ومليشيا الباسيج هاجمت قرية بيت حنوش الواقعة غرب قضاء السوس يوم 23 يونيو الجاري. وقالت المصادر إن الهجوم الذي استخدمت خلاله قوات الاحتلال، الرصاص الحي ضد سكان قرية "بيت حنوش" أدى إلى إصابة المواطن إحسان شنان الدبي ، 19 عاما، بجراح خطيرة في عموده الفقري وفمه، نقل على أثرها إلى أحد مستشفيات مدينة الأحواز العاصمة. تجدر الإشارة إلى أن الشاب إحسان الدبي اعتقل قبل فترة من قبل قوات الاحتلال ولكنه تمكن من الإفلات من قبضتهم. كما صعدت قوات الاحتلال خلال الفترة الأخيرة من استخدامها للعنف المفرط وذلك باستخدام الرصاص الحي ضد المواطنين مما يُنذر بموجة جديدة من الإرهاب الفارسي قد تطال العديد من النشطاء الأحوازيين. وكانت عناصر قوات الاحتلال الفارسي قد أطلقت النار قبل أيام على المواطن نادر الشريفي في مدينة عبادان مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة حيث توفي على إثرها. كما أجهزت قوات الأمن الفارسية في شهر مايو الماضي على المواطن الأحوازي علي محمد الهلالي بعد أن سلم نفسه نتيجة إصابته بجروح على أثر تعرضه لإطلاق نار من هذه القوات ولم تسلم جثمان القتيل إلا بعد 20 يوما.