كشفت مصادر داخل المقاومة الشعبية عن السبب الذي دفع ميليشيات الانقلابيين الحوثيين إلى تسريع وتيرة الإفراج عن الأسرى الثوار في صفوفها، مشيرة إلى أن الجماعة المتمردة تعاني من مشكلة عزوف الشباب عن الانضمام إلى صفوفها، لذلك فكرت في تسريع تبادل السجناء مع المقاومة الشعبية، بغرض استعادة عناصرها من السلطات الموالية للشرعية، وإعادة إدماجهم في صفوفها من جديد لسد النقص الحاصل في أعداد المقاتلين. وأضافت المصادر أن أعدادا كبيرة من عناصر الميليشيات الحوثية فروا خلال الأيام الماضية من مواقع القتال، لاسيما في محافظة تعز، مما دفع عددا من قيادات الحوثي إلى عقد اجتماع في مقر الجماعة بذمار قبل أيام، حيث تمت مناقشة النقص الحاصل في عدد المقاتلين في جبهات القتال، وعزوف القبائل عن دفع المزيد من أبناءها. وتابعت بالقول إن المجتمعين توصلوا إلى إقرار إنجاح أي تبادل للأسرى مع المقاومة، من أجل الدفع بأولئك الأسرى إلى جبهات القتال من جديد، كونهم عناصر موالية لجماعة الحوثي وقيادات ميدانية. اعتقال العمال أكدت مصادر مطلعة أن الأعداد الكبيرة للمعتقلين الذين أطلقت سراحهم ميليشيات الانقلابيين من طرف واحد غالبيتهم من العمّال الذين يعملون بالأجرة اليومية، وأنهم ليسوا أسرى حرب، ولا علاقة لهم بالقتال. وقال المركز الإعلامي للمقاومة نقلا عن شقيق أحد المفرج عنهم، قوله إن سجن قلعة رداع ومستشفى المدينة بمحافظة البيضاء، كان يمتلئ بالعشرات من العمّال المنحدرين من محافظات تعز وإب، وسط البلاد، وقال "شقيقي قضى 40 يوما في المعتقل بدون أي تهمة، لقد تعرضوا لمعاملة سيئة من قبل مسلحي الحوثي والقائد العسكري التابع لهم في حاجز التفتيش المعروف بنقطة رداع". تعنت ومكابرة أعلنت الجماعة الانقلابية أنها قامت بالإفراج عن 276 مواطنا، في أعقاب صفقة تبادل أسرى حرب بين فصائل مسلحة موالية للحكومة والحوثيين في محافظة تعز، أوائل الأسبوع الجاري، أسفرت عن تبادل 119 أسيرا من الحوثيين، مقابل 76 من قوات المقاومة الشعبية. وقال المركز إن عمليات الإفراج عن السجناء والمحتجزين وتبادل الأسرى، تأتي بجهود قادها زعماء قبليون، بعيدا عن مشاورات الكويت التي أنهت بالأمس شهرها الثاني. ويرى مراقبون أن الحوثيين يريدون إفراغ مشاورات الكويت من محتواها، بالتنسيق للإفراج عن الأسرى والمحتجزين دون الرجوع للأمم المتحدة التي ترعى المشاورات منذ 21 أبريل الماضي. ورغم أن طرفي المشاورات اتفقوا في وقت سابق على تبادل المعتقلين، إلا أن ذلك لم يحدث بسبب رفض الحوثيين الإفراج عن سجناء الرأي والسياسيين، وفي مقدمتهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي.