واصلت وسائل الإعلام العالمية اهتمامها بزيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأميركية، وركزت على برنامج "رؤية المملكة 2030" التي تم إقرارها مؤخرا، وتناولت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الزيارة باهتمام خاص، فقالت "في وقت انتظرت واشنطن أن يأتي الإصلاح من إيران بعد رفع العقوبات الاقتصادية، فاجأتها المملكة برؤية السعودية 2030"، متوقعة أن تشهد زيارة الأمير محمد فصلا جديدا في العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدة أن واشنطن ما تزال في حاجة إلى الرياض. وتوقعت الهيئة أيضا، أن تشهد الزيارة تعاونا أكبر بين البلدين في المجال الاقتصادي، وقالت إن المسؤولين الأميركيين كانوا يعولون كثيرا على أن تعمل إيران على إجراء عدد من الإصلاحات الداخلية عقب رفع العقوبات الاقتصادية عنها، مستدركة أن الرياض فاجأت العالم بمشروع "رؤية 2030" الذي عدّه المتابعون طريق المملكة لتنويع مواردها الاقتصادية ومواجهة البطالة وتنشيط السياحة ودعم الصناعة العسكرية. وأشارت إلى أن الرياض اتخذت العديد من المواقف في الآونة الأخيرة، وأثبتت أنها تتمتع بثقل سياسي قوي في المنطقة، خاصة في مواجهة المد الطائفي الإيراني، مضيفة أن زيارة الأمير محمد بن سلمان تحمل رسالة مفادها أن المملكة فرصة كبيرة للاستثمار. الرجل الأنسب قالت إذاعة مونت كارلو الفرنسية، إن الأمير محمد بن سلمان هو "الرجل القوي القادر على إذابة الجليد الذي اعترى علاقات بلاده مع الولاياتالمتحدة ومناقشة الملفات الشائكة التي سممت ولا تزال تسمم تلك العلاقات التي يفتخر الطرفان بأنها تاريخية". وأوضحت "أن الزيارة تأتي في وقت تمر العلاقات الثنائية بين الرياضوواشنطن بفترة ركود لم يسبق له مثيل، نتيجة لخيبة أمل وإحباط من تصريحات أوباما وسياساته في المنطقة، ما سيمثل محور المحادثات التي سيجريها محمد بن سلمان مع المسؤولين الأميركيين". وواصلت "من أبرز تلك الملفات والقضايا، الملف الإيراني المتشعب، فالرياض ومعها باقي دول مجلس التعاون الخليجي عارضت باستماتة توقيع الاتفاق النووي مع إيران، وهو اتفاق لم تر فيه هذه الدول الخليجية خطرا صاروخيا فحسب، بل اختراقا سانحا للمد الإيراني في المنطقة، ولهذا ستكون إيران حاضرة، بشكل أو بآخر، في مجمل القضايا المطروحة". وبينت أن تصريح واشنطن على لسان مدير الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، على عدم وجود أدلة على تورط الحكومة السعودية كدولة أو مؤسسة أو حتى مسؤولين سعوديين كبار في اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك، مؤشر إلى بداية ترطيب الأجواء بين الحليفين، وهو تصريح صدر عشية توجه الأمير محمد بن سلمان إلى الولاياتالمتحدة. التحول الحقيقي أوضحت صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية، في مقال، أن خطة التحول السعودية إلى جانب التطورات الأخرى، دليل على أن الدولة تقف على أعتاب التحول الحقيقي. وأضافت "إذا كان هناك الكثير من الاستياء بسبب الاتفاق النووي مع إيران، فإن الأمير محمد بن سلمان يثبت للولايات المتحدة أن المملكة ليست حليفا ينتفع بالمجان، لكن لديها الكثير الذي يمكن أن تقدمه، وأنها أفضل بلد يمكن أن تراهن عليه واشنطن في المنطقة". وأشارت إلى أن السعودية تظل لاعبا رئيسيا في منطقة تمر بالاضطرابات، لافتة إلى أنها هي "البلد العربي الوحيد الذي يمثل قوة إقليمية، يمكن للولايات المتحدة أن تعول عليه وأن تمد يدها له للعمل على بسط الأمن والاستقرار في هذه المنطقة البالغة الحيوية في العالم". أهمية خاصة في ظل ترقب نتائج زيارة ولي ولي العهد، ذكر تقرير لموقع SUSRIS الإلكتروني المتخصص في متابعة العلاقات السعودية الأميركية، أن الزيارة تنطوي على أهمية خاصة، نظرا لما يشغله الأمير من منصبين يغطيان مجالا واسعا في القضايا المشتركة، إضافة إلى أنها جاءت بعد شراء المملكة حصة ضخمة في شركة "أوبر" العالمية. وأضاف "شراء هذه الحصة يعد الاستثمار الدولي الأول منذ إعلان المملكة رؤية 2030 لتنويع اقتصادها، حيث تتطلع الرياض إلى خصخصة أجزاء من شركة أرامكو السعودية، ونحو الأسواق العالمية لزيادة التمويل". وتحت عنوان "ولي ولي العهد السعودي يزور أميركا للتركيز على رؤية 2030، وتجسير الاختلافات"، قالت صحيفة "بي تي في وورلد الأميركية" إن الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود حملة الإصلاح الاقتصادي في الداخل، وصل إلى واشنطن لإجراء محادثات مع المسؤولين الأميركيين لتعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مشيرة إلى أن زيارة الأمير محمد تأتي في أعقاب زيارة الرئيس أوباما إلى المملكة في أبريل الماضي، حيث حضر اجتماع قمة قادة دول الخليج.