انتشرت في شوارع مدينة ذمار صور قتلى ميليشيات الحوثي الانقلابية، بعد أن ركز الحوثيون على وضع لوحات ضخمة تحمل جثث مئات القتلى الذين سقطوا خلال قتالهم في صفوف الجماعة الإرهابية. وأشار شهود عيان إلى أن مدينة ذمار التي تعرف بأنها "الخزان البشري للانقلابيين"، بسبب ضخامة عدد أبنائها الذين يقاتلون في صفوف الحوثيين، تحولت شوارعها الرئيسية إلى ما يشبه معرضا ضخما لصور القتلى، وتابعت أن مديرية آنس التي تبعد 5 كيلو مترات عن المدينة، تشتهر بأن معظم أبنائها يقاتلون في صفوف الحرس الجمهوري الذي يقوده العميد أحمد صالح، نجل المخلوع، قبل الإطاحة به من الجيش الوطني. التمييز في القتلى أوضح المصدر أن الحوثيين يتظاهرون باحترام قتلاهم الذين يسقطون في ساحات القتال، لذلك يسارعون إلى تعليق أعداد كبيرة من الصور لهم، إلا أن المصدر أكد وجود تمييز بين القتلى، مشيرا إلى أن من يسمون ب"القناديل"، الذين يزعم أنهم أبناء الأسر الهاشمية، هم الذين توضع صورهم، على عكس ما يجري مع من يطلق عليهم اسم "الزنابيل"، ويقصد بهم المقاتلين من عامة الشعب، فلا تعلق صورهم ولا ينالون أي نوع من أنواع التكريم. وتابع المصدر بالقول إن الجماعة الانقلابية باتت تجد حرجا كبيرا حتى في وضع صور "القناديل" فقط، حيث تزايد عدد القتلى خلال الأيام الماضية بصورة ملحوظة، للدرجة التي لم يعد فيها بالإمكان تعليق صور قتلاهم، بسبب الخوف من حدوث ردود أفعال سلبية وسط المواطنين، الذين بدأوا يبدون ضيقهم من تزايد عدد القتلى وارتفاع فاتورة الانقلاب. تزايد الخسائر تحدث عدد من قيادات الصف الثاني في الجماعة الانقلابية عن أن "أبناء المحافظة يقتلون في حرب عبثية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ولا تخدم سوى مصالح الميليشيات التي تسوقهم لجبهات القتال وتعيدهم جثثا هامدة". قال المصدر إن محافظة ذمار دفعت فاتورة باهظة من دماء أبنائها منذ بداية الانقلاب الحوثي، مشيرا إلى مقتل المئات من الشباب الذين تم تجنيدهم، وكانت النسبة الأكبر في مديريات آنس الثلاث "جبل الشرق، ضوران، المنار"، ومديرية جهران، للدرجة التي اضطرت معها إلى إقامة ثلاث مقابر جماعية جديدة في مديرية ضوران وأخرى في جبل الشرق، وعملت على تقسيم مقبرة العمودي الشهيرة بذمار وتخصيص جزء منها للقيادات الحوثية.