أثار تسريب وثيقة سرية نشرها ناشطون على مواقع الإنترنت ردود أفعال واسعة في محافظة ذمار، حيث تتحدث الوثيقة عن تزايد عدد القتلى من أبناء المحافظة الذين انضموا للتمرد. وتشير الوثيقة إلى الظروف الصعبة التي تعيشها ميليشيات التمرد الحوثي في معظم جبهات القتال. كما تعترف الوثيقة بمصرع مئات الانقلابيين، الذين ما زالت قيادة التمرد تتكتم على أخبار مصرعهم، وترفض إبلاغ ذويهم، خشية ردة الفعل العنيفة التي يمكن أن تحدث منهم. خسائر فادحة والوثيقة عبارة عن رسالة رسمية، بعث بها المشرف الحوثي في مديرية جهران، أحمد محمد شملان، للمشرف على محافظة ذمار، أبو عادل الطاووس، أشار فيها إلى الخسائر الفادحة التي منيت بها ميليشيات الانقلابيين في كافة جبهات القتال، حيث يؤكد أن 29 من القيادات الميدانية للميليشيات لقوا حتفهم بنيران الثوار، بالتزامن مع مقتل 27 من جنود وضباط الحرس الجمهوري. إضافة إلى مقتل 133 بأيدي قوات المقاومة الشعبية، وأنه جرى دفن جثث 97 منهم، دون إبلاغ ذويهم، خشية ردود الفعل التي يمكن أن تكون في غير مصلحة التمرد. وأشار إلى أنهم يواجهون ضغوطا متصاعدة من الأهالي الذين يتساءلون بصورة متكررة عن مصير أبنائهم. كما طالب بإرسال تعزيزات بشرية إضافية لمواجهة ضربات المقاومة. فساد مالي كما تتطرق الرسالة إلى ممارسات فاسدة تمارسها الميليشيات الانقلابية، مثل الاستيلاء على كميات ضخمة من المشتقات البترولية وبيعها في السوق السوداء، عبر وسطاء، لتمويل الاعتداءات التي يقوم بها الانقلابيون. وأشار شملان إلى أن هذه الكميات غير كافية ودعا إلى مضاعفتها، لمواجهة تزايد تكاليف العمليات العسكرية. ويقول الناشط السياسي سليم الزايدي إن الرسالة الأخيرة بمثابة اعتراف رسمي من قوات التمرد بتضعضع قواتهم وانهيارها، مشيرا إلى أنها مستند رسمي يمكن أن يدين الجماعة المتمردة إذا تم تقديمه إلى أي محكمة محلية أو دولية. وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "الرسالة التي أرسلها المدعو شملان إلى نظيره الطاووس تكشف بوضوح أوضاع الميليشيات، وشدة الضربات المتلاحقة التي توجهها لها القوات الموالية للشرعية، وتثبت بشكل لا لبس فيه أن التمرد يعيش لحظاته الأخيرة، وأن ساعة إعلان النصر النهائي والتام باتت مسألة وقت ليس إلا، ففي جميع الجبهات يحقق الثوار تقدما على حساب أعداء الوطن". مقتل الأطفال وكان المركز الإعلامي للمقاومة قد أشار إلى أن قيادات التمرد في محافظة ذمار أصدرت توجيهات عاجلة بتجهيز وحفر أعداد كبيرة من القبور، لاستقبال جثث أبناء المحافظة، الذين لقوا مصرعهم في جبهات القتال أمام الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز ومأرب. وأضاف المركز أن مصدرا وسط المتمردين كشف أن الأنباء الواردة من ميدان المعارك تؤكد سقوط العشرات من صغار السن، الذين أرسلهم الحوثيون للمشاركة في القتال، دون أن يتلقوا تدريبات عسكرية كافية، مشيرا إلى أن الانقلابيين يواجهون صعوبات بالغة في انتشال جثث القتلى.